أثارت موجة العنف المسلح في منطقة الحزام الزراعي بوسط نيجيريا ردود فعل دولية حادة، بعد هجوم دموي في ولاية بلاتو أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٤٠ شخصًا في قرية زيكي ذات الأغلبية المسيحية. وقال مسؤولون محليون إن مسلحين يُعتقد أنهم من الرعاة هاجموا القرية فجرًا، وأضرموا النار في المنازل ونهبوا الممتلكات قبل انسحابهم. وتشير منظمات الإغاثة والباحثون إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من أعمال العنف التي حصدت أرواح عشرات الآلاف خلال السنوات الأخيرة في صراعات متشابكة ذات أبعاد دينية وعرقية واقتصادية.
وتركزت أعمال العنف في ما يُعرف بـ“الحزام الأوسط”، الذي يشمل ولايات بنو وبلاتو وناساراوا وكادونا وإبونيي، حيث تتكرر الاعتداءات بين مزارعين ورعاة على خلفية نزاعات على الأراضي ومصادر المياه. وتشمل الاعتداءات القتل والخطف وتدمير القرى والكنائس، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان. ورغم أن المجتمعات المسيحية تُعد الأكثر تضررًا، يؤكد محللون أن القرى المسلمة أيضًا تعاني من الهجمات، مشيرين إلى أن الأسباب تتجاوز البعد الديني وتشمل ضعف الحوكمة وانتشار العصابات المسلحة وتمدد الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام وفرع تنظيم الدولة “إيسواب”.
وأثارت الأحداث ردًا غير مسبوق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف الهجمات بأنها “مجازر بحق المسيحيين على يد إرهابيين إسلاميين”، ملوّحًا بخطط لعمل عسكري محتمل ومهددًا بوقف المساعدات الأميركية لنيجيريا إن لم تتحرك حكومتها. وقال ترامب في تصريحات مثيرة للجدل إن الولايات المتحدة “ستتحرك بسرعة وبقوة للقضاء الكامل” على المسؤولين عن هذه الجرائم، وهو خطاب قوبل بانتقادات واسعة لما تضمنه من لهجة تصعيدية وافتقاره إلى الأدلة الموثقة.
من جانبها، رفضت أبوجا هذه التصريحات واعتبرتها “تشويهًا للحقائق وتدخلاً في الشؤون الداخلية”، مؤكدة أن أي عمل عسكري أجنبي سيكون انتهاكًا للسيادة الوطنية. وأقر الرئيس بولا أحمد تينوبو بأن نيجيريا تواجه “فشلًا واسعًا في إدارة الأمن”، لكنه شدد على تمسك حكومته بحرية المعتقد، موضحًا أن معظم أعمال العنف تعود إلى صراعات محلية حول الموارد أكثر من كونها اضطهادًا دينيًا منظمًا.
وتدعو المنظمات الإنسانية السلطات النيجيرية إلى تعزيز حماية القرى الريفية الهشة وتحسين قدرات التحقيق والمحاسبة، مع توسيع التعاون الدبلوماسي لتخفيف التوتر مع الشركاء الدوليين. ويرى محللون أن تحذيرات واشنطن زادت الضغط على نيجيريا لإظهار إصلاحات أمنية ملموسة، فيما يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة جهودًا دبلوماسية مكثفة بين البلدين لتفادي أي تصعيد عسكري أو سياسي قد يفاقم الأزمة.
الجمعة، 14 نوفمبر 2025
بحث
ابحث عن الأخبار، البرامج أو التغطيات الخاصة من ناوالعربية.
واشنطن تحذر نيجيريا بعد مجزرة بلاتو
أثارت موجة العنف المسلح في منطقة الحزام الزراعي بوسط نيجيريا ردود فعل دولية حادة، بعد هجوم دموي في ولاية بلاتو أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٤٠ شخصًا في قرية زيكي ذات الأغلبية المسيحية...
تاريخ البث: الاثنين، 3 نوفمبر 2025