بدأ الفلسطينيون ومتطوعون في الضفة الغربية موسم قطف الزيتون السنوي وسط تصاعد هجمات المستوطنين وقيود الجيش الإسرائيلي، ما حوّل موسمًا زراعيًا واقتصاديًا أساسيًا إلى فترة يسودها العنف والخسارة. وتفيد بيانات رسمية بأن أكثر من ١٥٨ هجومًا نفذه مستوطنون منذ مطلع أكتوبر، بزيادة ١٣٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما شملت الاعتداءات إحراق بساتين وقطع أشجار وتدمير بنى تحتية زراعية والاعتداء على المزارعين، مع الإبلاغ عن تضرر أكثر من ١٥ ألف شجرة منذ أكتوبر ٢٠٢٤.
يمثل الزيتون عماد الحياة الريفية الفلسطينية ومصدر دخل رئيسي للاقتصاد المحلي، إذ يوفر نحو ٦٠ ألف فرصة عمل ويساهم بحوالي ٨٪ من الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية. وأعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية ارتفاع الخسائر المالية للمزارعين بنسبة ١٧٪ منذ بداية ٢٠٢٥ وحتى منتصف أكتوبر مقارنة بالعام السابق، محذّرة من أن خسارة المحاصيل تعني تراجع الدخل وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وزيادة خطر التهجير.
ورصدت تسجيلات وشهادات ميدانية اعتداءات جسدية من قبل مستوطنين مقنّعين على مزارعين ومتطوعين، وإحراق مركبات وتخريب أسوار كهربائية ومخيمات قطف الزيتون. وفي حادثة قرب بلدة ترمسعيا، أُصيبت امرأة تبلغ ٥٥ عامًا بعد دفعها أرضًا أثناء عملها في القطف. ويؤكد ناشطون ومسؤولون فلسطينيون أن عنف المستوطنين تصاعد منذ هجمات حماس قبل عامين، معتبرين أن استهداف أشجار الزيتون يحمل بعدًا رمزيًا إذ تُعدّ رمزًا لارتباط الفلسطينيين بأرضهم.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن هذا الموسم هو “الأكثر قسوة” في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى حوادث حرق وقطع أشجار وتدمير منازل ومزارع. ويتهم فلسطينيون وجماعات إسرائيلية لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بغضّ الطرف عن اعتداءات المستوطنين، فيما تُصدر وحداته أوامر عسكرية تغلق حقولًا بحجة “الاعتبارات الأمنية”، ما يمنع المزارعين والمتطوعين من الوصول إلى أراضيهم. وردّ الجيش بأن عملياته تهدف إلى ضمان “سير موسم القطف بشكل آمن وسليم لجميع السكان”، دون التطرّق إلى الاتهامات بالتواطؤ.
ويواصل المتطوعون، بمن فيهم ناشطون إسرائيليون، مرافقة المزارعين في محاولات لردع الهجمات، لكنهم يواجهون بدورهم قيودًا من الجيش تعيق الوصول إلى المناطق المستهدفة. وأدى مزيج من العنف الاستيطاني والتوسع في المستوطنات وقيود الحركة في الأراضي المحتلة إلى تمزيق المشهد الزراعي وصعوبة إدارة موسم القطف.
ورغم المخاطر، يصرّ العديد من الفلسطينيين على العودة إلى حقولهم، معتبرين قطف الزيتون فعلًا من الصمود الثقافي والتمسك بالأرض في ظل الضغوط المتزايدة على سبل العيش والأمن.
الجمعة، 14 نوفمبر 2025
بحث
ابحث عن الأخبار، البرامج أو التغطيات الخاصة من ناوالعربية.
موسم قطف الزيتون في الضفة يتعرض لهجمات المستوطنين
بدأ الفلسطينيون ومتطوعون في الضفة الغربية موسم قطف الزيتون السنوي وسط تصاعد هجمات المستوطنين وقيود الجيش الإسرائيلي، ما حوّل موسمًا زراعيًا واقتصاديًا أساسيًا إلى فترة يسودها العنف...
تاريخ البث: السبت، 25 أكتوبر 2025