مواجهة بين إسرائيل وحماس حول بقايا الرهائن

تبادلت إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بينما واصلت فرق البحث في غزة جهودها للعثور على بقايا يُعتقد أنها تعود لرهائن إسرائيليين أُسروا خلال هجوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. وأظهرت مقاطع مصورة مقاتلين من حماس يدخلون الأنفاق ويجرون عمليات حفر في مناطق من بينها خان يونس والنصيرات، مستخدمين آليات ثقيلة — بعضها قادم من مصر — للعثور على جثث يُعتقد أنها مدفونة داخل شبكة الأنفاق التابعة للحركة. وأظهر أحد المقاطع عناصر مقنعين يحملون جثة على نقالة باتجاه سيارة إسعاف وسط حشود من المتفرجين. وتصاعدت التوترات بعد أن أعلنت إسرائيل أن الرفات التي سلمتها حماس لا تعود لأي من الرهائن الثلاثة عشر المفقودين، بل لجندي إسرائيلي يُدعى أوفير تزارفاتي، قالت السلطات الإسرائيلية إن جثمانه استُعيد في وقت سابق من الحرب. ونشرت القوات الإسرائيلية تسجيلًا يظهر ما قالت إنه عناصر من حماس يضعون كيسًا أبيض في موقع الحفر ثم يقدّمونه كأنه جثة رهينة، متهمة الحركة بفبركة المشهد لإظهار تقدّم وهمي في عمليات التسليم. واتهم المتحدث باسم الحكومة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار من خلال تسليم بقايا لا تعود إلى المفقودين، فيما أعلن أن رئيس الوزراء سيجتمع بقيادة الجيش لتحديد الخطوات القادمة. في المقابل، نفت حماس الاتهامات مؤكدة التزامها بالهدنة، لكنها أشارت إلى صعوبة استعادة الجثث بسبب الدمار الواسع ونقص المعدات المناسبة. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، إنها أجّلت تسليم جثة كانت قد عثرت عليها بسبب ما وصفته بانتهاكات إسرائيلية للهدنة، محذّرة من أن أي تصعيد جديد سيعرقل جهود البحث. وأوضحت أن مواقع العديد من الجثث معروفة، لكن الوصول إليها والتعرف عليها يستغرق وقتًا. وبموجب اتفاق الهدنة السابق، أُفرج عن جميع الرهائن الأحياء مقابل نحو ٢٠٠٠ أسير ومعتقل فلسطيني، على أن تسلّم حماس بقايا الرهائن القتلى. وتصرّ إسرائيل على أن الحركة قادرة على استعادة معظم الجثث بسرعة. غير أن قادتها لوّحوا بالرد العسكري إذا استمرت ما يعتبرونها خروقات للاتفاق؛ وأشار ضابط إسرائيلي إلى هجوم على قواته داخل منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية كأحد تلك الانتهاكات. في الوقت نفسه، تعمل فرق الطب الشرعي والتحقيق في ظروف ميدانية صعبة وسط الأنقاض والبنية التحتية المدمرة، فيما يستغل الطرفان مسألة استعادة الجثث ضمن صراعات سياسية وأمنية أوسع تتعلق بوقف إطلاق النار ومستقبل الوضع في غزة.