ممداني يتصدر سباق رئاسة بلدية نيويورك

تسير عملية التصويت المبكر في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك بوتيرة هادئة ولكن مستقرة، بينما يدرس الناخبون خياراتهم في سباق تغيّر مساره بعد انسحاب العمدة الحالي وتبدّل المزاج السياسي في المدينة. ويتصدر الحملة المرشح الديمقراطي زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية في ولاية نيويورك، الذي فاز بترشيح حزبه بعد جولة أولية صاخبة بنظام التصويت التفضيلي، أعقبت انسحاب العمدة إريك آدامز إثر فضائح متكررة. ويحظى ممداني بدعم من الناخبين الشباب والنقابات وجماعات الإسكان والمناخ، ويطرح برنامجًا تقدميًا واسعًا يركّز على توسيع المساكن الميسّرة، وتجميد الإيجارات، وتوسيع خدمات النقل العام المجاني، وإعادة توجيه جزء من ميزانية الشرطة نحو برامج مجتمعية، إلى جانب استثمارات ضخمة في الطاقة الخضراء وتجديد الإسكان العام. ويقترح ممداني تجميد الإيجارات لملايين السكان وتمويل الخدمات الموسّعة عبر زيادة الضرائب على الشركات والأثرياء، وهي سياسات يعتبرها خصومه غير واقعية، بمن فيهم الحاكم السابق أندرو كومو الذي يخوض السباق كمستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية. ويؤكد كومو على خبرته السابقة في قضايا الإسكان خلال عمله في الحكومة الفيدرالية، فيما يحذر من أن مقترحات ممداني المالية غير قابلة للتنفيذ، خاصة مع رفض حاكم الولاية الحالي أي زيادات ضريبية. على الصعيد الوطني، أدلى الرئيس السابق دونالد ترامب بتصريحات مثيرة واصفًا ممداني بأنه "شيوعي"، بل واقترح إرسال الحرس الوطني إلى المدينة في حال فوزه، مما أضفى بعدًا قوميًا على انتخابات محلية في الأساس. أما المرشح الجمهوري جوزيف بوريلي، نائب مفوض شرطة نيويورك السابق، فيخوض حملته على برنامج "القانون والنظام"، داعيًا إلى إعادة تمويل الشرطة وتشديد العقوبات على الجريمة، مستهدفًا كبار السن وسكان الضواحي الذين يشعرون بالقلق من الأوضاع الأمنية. كما يشارك عدد من المرشحين المستقلين والمعتدلين، من بينهم رائدة الأعمال كاثرين وايلد، ببرامج تركز على الكفاءة الإدارية والانضباط المالي. وأظهرت استطلاعات منتصف أكتوبر تقدم ممداني بفارق ملحوظ على مستوى المدينة، مع تأييد قوي بين الفئة العمرية ٣٤-١٨ عامًا، بينما يحقق بوريلي نتائج أفضل بين الناخبين الأكبر سنًا. وحذر المحللون من أن نسب المشاركة بين المستقلين والناخبين من أصول لاتينية قد تحسم النتيجة النهائية. وتتمحور المناظرات حول قضايا الأمن والشرطة وسياسة إيواء المهاجرين وتنظيم الإيجارات، ما يعكس الانقسامات العميقة بين الأحياء والفئات الاجتماعية. وفي حال فوزه، سيصبح زهران ممداني أول مسلم وأول شخص من أصل شرق أفريقي يتولى منصب عمدة نيويورك، في حدث يُعد علامة فارقة على التحولات الديموغرافية والسياسية التي تعيشها المدينة.