ناوالعربية

مكسيكو سيتي تفتتح موسم يوم الأموات

تحوّل شارع باسيو دي لا ريفورما في قلب مكسيكو سيتي إلى نهر من الهياكل العظمية المتأنقة، إذ خرج المئات مرتدين أزياء “لا كاترينا” التقليدية ليعلنوا انطلاق موسم “يوم الأموات”، في موكب...
مكسيكو سيتي تفتتح موسم يوم الأموات
تحوّل شارع باسيو دي لا ريفورما في قلب مكسيكو سيتي إلى نهر من الهياكل العظمية المتأنقة، إذ خرج المئات مرتدين أزياء “لا كاترينا” التقليدية ليعلنوا انطلاق موسم “يوم الأموات”، في موكب مهيب امتد من نصب الاستقلال حتى ساحة زوكالو التاريخية. وارتدى المشاركون أقنعة ووجوهًا مرسومة على هيئة جماجم، وزُيّنت الأزياء بتفاصيل فاخرة وريش وأزهار، بينما رافقتهم فرق الطبول وعازفو الشوارع وسط عبق البخور التقليدي “كوبال”. كما أضافت العروض الموسيقية والمجسمات العملاقة وأكاليل زهور القطيفة أجواءً احتفالية خلابة زادها وهج الأضواء المسائية روعة. ويُعدّ هذا الموكب الافتتاح الرسمي لاحتفالات “يوم الأموات” الذي يجمع بين المعتقدات الميسوأمريكية القديمة حول الحياة بعد الموت وبين التقاليد الكاثوليكية التي دخلت مع الحقبة الاستعمارية. وتمتد الاحتفالات في العاصمة لعدة أيام، وتشمل إقامة “الأوفرينداس” وهي مذابح منزلية وعامة تُزيَّن بالشموع وصور الراحلين وأطعمتهم المفضلة، إضافة إلى زيارات المقابر، والعروض الموسيقية والرقصات التي تحتفي بالحياة وتكرّم ذكرى الموتى. وسجلت السلطات إقبالًا كبيرًا على طول مسار الموكب منذ الساعات الأولى، فيما توقعت إدارة السياحة أن تستقطب فعاليات الموسم ملايين الزوار، ما ينعكس إيجابًا على الفنادق والمطاعم والمراكز الثقافية. وأصبح هذا الحدث، الذي يجمع بين الطقوس الشعبية والعروض الفنية، رمزًا عالميًا يعكس هوية المكسيك الثقافية ويجذب مصورين وفنانين وجماهير من مختلف أنحاء العالم. غير أن هذا التحول من الطقس الشعبي إلى مهرجان ضخم أثار آراء متباينة بين سكان العاصمة؛ فبينما رحب كثيرون بالطاقة الإيجابية والترويج للتراث المكسيكي، حذّر آخرون من أن الطابع التجاري والاحتفالي المبالغ فيه قد يُضعف جوهر المناسبة القائم على الهدوء والتأمل العائلي والزيارات الحميمة للقبور. ومع ذلك، حافظ الموكب على جوهر الرسالة التي يجسدها “يوم الأموات” منذ قرون: التذكّر الجماعي، والاحتفاء بالدورة الأبدية للحياة والموت، والتأكيد على أن الحزن والفرح يمكن أن يتواجدا في لحظة واحدة. وبينما كانت الشوارع تمتلئ بالألوان والموسيقى، أعاد المهرجان التذكير بأن إكرام الموتى هو فعل حيّ يتوارثه الأجيال، يربط الماضي بالحاضر ويحفظ الهوية الثقافية للمكسيكيين. وتستعد المدينة الآن لأيام من الطقوس التي تمزج بين التأمل الديني والاحتفال الشعبي في توازن فريد يعكس عمق روح المكسيك.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية