ناوالعربية

مكسيكو سيتي تحتفل بعيد القديس جود

تدفقت حشود ضخمة من المصلين إلى كنيسة سان هيبوليتو في مكسيكو سيتي للاحتفال بالعيد السنوي للقديس جود تاديوس، حيث امتلأت الشوارع وساحات الكنيسة بالتماثيل والشموع والزهور والقرابين. وج...
مكسيكو سيتي تحتفل بعيد القديس جود
تدفقت حشود ضخمة من المصلين إلى كنيسة سان هيبوليتو في مكسيكو سيتي للاحتفال بالعيد السنوي للقديس جود تاديوس، حيث امتلأت الشوارع وساحات الكنيسة بالتماثيل والشموع والزهور والقرابين. وجاء الحجاج من مختلف أنحاء المدينة، بعضهم سار مسافات طويلة أو قضى الليل على درجات الكنيسة ليشارك في القداديس المتتالية ويتلقى البركات ويطلب شفاعة القديس من أجل الصحة أو العمل أو المشكلات الأسرية. واصطفت طوابير طويلة لنيل الأسرار المقدسة بينما عزفت الفرق الموسيقية وقدّم الباعة تماثيل صغيرة ومسابح وأطعمة شعبية، في مزيج من التعبّد الجاد والاحتفال الشعبي. حمل المؤمنون تماثيل جبسية ثقيلة للقديس، وردّدوا الأدعية وشاركوا قصصًا عن المعجزات التي يؤمنون بأنها استُجيبت بفضل شفاعته، مما عزز الارتباط المتوارث عبر الأجيال لدى المجتمعات ذات الدخل المحدود. ويُعد هذا الاحتفال، الذي يُقام في الثامن والعشرين من أكتوبر، الأضخم ضمن التجمعات الشهرية للقديس جود، إذ يحول الكنيسة التاريخية التي تعود إلى القرن السادس عشر والأحياء المحيطة بها إلى مركز كبير للإيمان والتكافل الاجتماعي. وقد قام الكهنة بتبريك صور وتماثيل القديس ورفعوا الصلوات من أجل من يواجهون “القضايا المستعصية”، مؤكدين دوره كرمز للأمل في الأوقات العصيبة. وبرز الجانب الاجتماعي للحدث بشكل واضح، حيث وزع الحضور الطعام ونظموا قرابين جماعية وأظهروا تضامنًا علنيًا. واصطف الباعة حول الكنيسة لبيع التحف الدينية والوجبات، بينما تجمعت العائلات ومجموعات الشباب حول تمثال القديس لتقديم الطلبات أو الشكر. ويرى المراقبون أن هذا الإخلاص الشعبي يعكس الواقع الاجتماعي الأوسع، فالكثير من الحجاج يأتون من أحياء فقيرة تفتقر إلى الفرص، ويجدون في الطقس الروحي عزاءً جماعيًا واستجابة مجتمعية ملموسة لمعاناتهم اليومية. ومع حلول المساء، غمر ضوء الشموع أرجاء الكنيسة وشوارعها، وامتزجت الترانيم والأغاني والقصص الشعبية بالطقوس الكنسية في أجواء تجمع بين الجلال والفرح. وبالنسبة للعديد من المشاركين، كان الاحتفال بمثابة دعاء جماعي للمعجزات وتجسيد لصمود المجتمع، إذ تحوّلت الآمال الفردية إلى فعل جماعي من الإيمان والمساندة المتبادلة. وعندما بدأت الحشود تتفرق ببطء، ظلت كنيسة سان هيبوليتو مضاءة بضوء الشموع المتراقص ومفعمة بالأدعية، في مشهد يؤكد المكانة الراسخة للقديس جود في الحياة الروحية للعاصمة المكسيكية، حيث يلتقي الإيمان بالتقاليد الثقافية والرعاية الاجتماعية غير الرسمية ليمنح الناس شعورًا بالعزاء والتجدد وسط أزماتهم الشخصية.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية