مصر تفتتح المتحف المصري الكبير

افتتحت مصر رسميًا المتحف المصري الكبير على هضبة الجيزة قرب الأهرامات وأبو الهول، في مشروع استغرق أكثر من عقدين من العمل. يمتد المجمع على مساحة تقارب ٥٠٠ ألف متر مربع ويضم أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية تغطي آلاف السنين من التاريخ المصري. وحضر الافتتاح مسؤولون مصريون ووفود أجنبية، وشهد الحفل عروضًا ثقافية واستعراضات ضوئية وألعابًا نارية أضاءت خلفية الأهرامات. يُعدّ جناح الملك توت عنخ آمون أبرز أقسام المتحف، إذ يعرض نحو ٥٩٩٢ قطعة أثرية من مقتنيات المقبرة، من بينها القناع الذهبي الشهير وتابوتان مذهبـان، مجتمعة لأول مرة في قاعة تبلغ مساحتها ٧٥٠٠ متر مربع. كما يقدم المتحف سفينتي الملك خوفو، إحداهما معروضة كاملة والأخرى يُعاد تركيبها أمام الزوار. ويستخدم المتحف تقنيات عرض وحفظ متطورة مع صالات واسعة تمنح تجربة غامرة للزائر، إضافة إلى مطاعم ومتاجر مخصصة للتراث ومتحف للأطفال ومختبرات للحفظ والترميم. تصميم المتحف يجمع بين الحجر الجيري والزجاج الحديث، ويُبرز مشهدًا بانوراميًا للأهرامات، في محاولة لربط الماضي الأثري لمصر بالممارسات المتحفية المعاصرة. وأوضح القائمون أن تقنيات العرض عالية الجودة والمناهج التفاعلية الجديدة تمثل جوهر التجربة، مؤكدين أن المشروع يشكل في الوقت نفسه منارة ثقافية ومحركًا اقتصاديًا يدعم السياحة. بدأت أعمال البناء عام ٢٠٠٥ لكنها تأخرت مرارًا بسبب الاضطرابات السياسية وصعوبات التمويل. وتتوقع السلطات أن يصبح المتحف رافعة رئيسية لقطاع السياحة في مصر، مع تقديرات تشير إلى استقبال ملايين الزوار سنويًا مما سيعزز الإيرادات وينشط الاقتصاد المحلي. واعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي الافتتاح دليلاً على إبداع المصريين واستمرارية حضارتهم، واصفًا المتحف بأنه “هدية من مصر إلى العالم” وبداية جديدة لعرض التراث الوطني. ويُعد المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، ويجمع بين وظائف العرض، والحفاظ، والبحث العلمي، والتعليم. وتُجهّز مراكزه البحثية والمخبرية لدعم صون الآثار على المدى الطويل وتشجيع الدراسات الأكاديمية. ومع اقتراب فتح أبوابه للجمهور، أعلنت الحكومة خطط تشغيل متكاملة لاستقبال الزوار الأجانب وربط المتحف بالبنية التحتية لمنطقة الجيزة، في خطوة تهدف إلى الموازنة بين حماية التراث وتنمية السياحة.