قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على مقر الجيش السوداني في الفاشر

نشرت قوات الدعم السريع تسجيلات مصوّرة تُظهر مقاتلين يحتفلون بما قالت إنه استيلاؤهم على مقر قيادة الجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بما في ذلك مشاهد أمام لافتة تشير إلى مقر “الفرقة السادسة مشاة”. وأكدت القوات في بيان أنها “انتزعت الفاشر من قبضة المرتزقة والميليشيات المتحالفة مع الجيش الإرهابي”، ونشرت صورًا من داخل المجمع العسكري. وقال مستشار في قوات الدعم السريع إن مقاتليها دخلوا المدينة وسيطروا على القاعدة العسكرية، فيما ذكر ضابطان من القوات المسلحة السودانية أن وحدات الجيش أعادت انتشارها في مناطق أخرى. ولم تصدر القيادة العامة للجيش تأكيدًا رسميًا حتى الآن، كما لم يتم التحقق المستقل من صحة ادعاءات الدعم السريع، إذ قدّمت الأطراف المتحاربة في السابق روايات متضاربة بشأن السيطرة على المواقع الحيوية، بينما لا تزال الأوضاع الميدانية متقلبة. وفي حال تأكدت السيطرة، فإن سقوط مقر الفرقة السادسة مشاة سيمثل ضربة استراتيجية كبيرة للجيش، إذ تُعد الفاشر آخر معاقله في إقليم دارفور، وسيمنح استيلاء الدعم السريع عليها سيطرة شبه كاملة على الإقليم، مما يعزز قبضتها على طرق الإمداد الرئيسية ويكرّس إعلانها السابق عن حكومة موازية في الإقليم منذ الصيف الماضي. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن الأوضاع الإنسانية في الفاشر كارثية بعد حصار طويل، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بينما حذّرت المنظمات الإنسانية من خطر المجاعة واتساع المعاناة مع اشتداد المعارك. ووفق مصادر محلية وطبية، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة داخل المدينة. وأفادت لجان المقاومة في الفاشر أن السكان يواصلون مقاومة هجمات الدعم السريع، بينما أعلن تجمع الأطباء السودانيين أن قصفًا مدفعيًا من قبل الدعم السريع استهدف المستشفى الرئيسي، ما أدى إلى مقتل ممرضة وإصابة ثلاثة من الكوادر الطبية. ووصف الأطباء هذه الهجمات بأنها “جرائم حرب محتملة”، داعين منظمة الصحة العالمية إلى التدخل لحماية الكوادر الصحية والمنشآت الطبية. وتأتي هذه التطورات ضمن الحرب المتصاعدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل ٢٠٢٣، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح الملايين. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ ١٠ مايو ٢٠٢٤، ويُتوقع أن يؤدي أي تغيير في ميزان السيطرة إلى إعادة تشكيل المشهد العسكري والسياسي في دارفور، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وسط العنف المتصاعد.