ناوالعربية

قادة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية يتفقون على أجندة متعددة الأطراف

اختتم قادة الاتحاد الأوروبي ومجتمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) قمتهم في مدينة سانتا مارتا بإصدار إعلان من ٥٢ نقطة يؤكد على التعددية وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات العالم...
قادة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية يتفقون على أجندة متعددة الأطراف
اختتم قادة الاتحاد الأوروبي ومجتمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) قمتهم في مدينة سانتا مارتا بإصدار إعلان من ٥٢ نقطة يؤكد على التعددية وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ والتحول التكنولوجي والنزاعات في أوكرانيا وغزة. وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي ترأس القمة بصفته رئيس سيلاك المؤقت، إن الاتفاق يبرهن على قدرة الدول المتنوعة على إيجاد حلول مشتركة، فيما شدد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ومسؤولو السياسة الخارجية في الاتحاد على أهمية الحوار في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. ودعا البيان الختامي إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واحترام القانون الدولي وتقليل الاحتكاكات التجارية، مع التأكيد على تسريع نشر الطاقة المتجددة وتعزيز حماية البيئة واتخاذ إجراءات لتحقيق السيادة التكنولوجية. وأكدت الوفود الحاجة إلى «تحول ثلاثي» يشمل الطاقة والرقمنة والتنمية المستدامة، مع الدعوة إلى تنويع العلاقات التجارية والاستثمارية وسط تصاعد التنافس بين القوى الكبرى وتجزؤ سلاسل الإمداد. وأبرز المشاركون أن أمريكا اللاتينية والكاريبي تمثلان شركاء استراتيجيين للاتحاد الأوروبي، وليس مجرد مناطق نفوذ. وناقشت القمة خطر تفاقم الانقسامات العالمية، إذ وصف المندوبون الأوروبيون الحرب الروسية في أوكرانيا بأنها تهديد وجودي وأكدوا على التضامن والاستقلالية الاستراتيجية، بينما انتقد عدد من قادة أمريكا اللاتينية استخدام القوى الكبرى للأدوات الاقتصادية والعسكرية كوسائل ضغط، داعين إلى تعزيز المنتديات متعددة الأطراف بدلًا من تجاوزها. وأعربت مفوضة الاتحاد للشؤون الخارجية كايا كالاس عن قلقها من انتهاكات القوانين الدولية، مؤكدة الحاجة إلى استجابة جماعية. ولم يُعلن عن حزمة تجارية أو استثمارية كبرى خلال القمة، لكن المندوبين أوضحوا أن الاجتماع وضع الأسس لخارطة طريق «الأطلسي الأيبيري» للفترة ٢٠٢٥–٢٠٢٧، التي تهدف إلى تحويل الالتزامات إلى مشاريع ملموسة. ودعا بيترو إلى بناء «جسر تعاوني أطلسي» يركز على الإنسان والكوكب بدلًا من التنافس الجيوسياسي، فيما أكد مسؤولو الاتحاد التزامهم بمشروعات مشتركة في مجالات الطاقة والرقمنة والمرونة المناخية. وجاءت القمة في ظل غياب عدد من القادة الإقليميين، واعتبرها المنظمون حدثًا في واحدة من أكثر الفترات الجيوسياسية تعقيدًا في الذاكرة الحديثة. وبينما عكس البيان الختامي روح الوحدة الدبلوماسية والأجندة المشتركة، أقرّ القادة بأن الاختبار الحقيقي سيكون في تنفيذ هذه الالتزامات على أرض الواقع، في وقت تتعرض فيه المؤسسات متعددة الأطراف لضغوط من النزعات القومية والحمائية والتنافس الدولي المتزايد.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية