تغطي أكوام ضخمة من القمامة المتعفنة والمليئة بالذباب وبرك من مياه الصرف الصحي المكشوفة أنحاء قطاع غزة، مما فاقم الكارثة الإنسانية الناتجة عن شهور من الحرب والنزوح الواسع. في خان يونس، تعيش العائلات داخل خيام بجوار حاويات قمامة متفجرة، وقال أحد الآباء إن أطفاله يستيقظون وهم يعانون من السعال والالتهابات البكتيرية بعد نومهم وسط الروائح الكريهة وأسراب الذباب والبعوض. ومع توقف خدمات جمع النفايات البلدية منذ بداية الحرب وعدم استئنافها إلا جزئيًا بعد الهدنة، تراكمت المخلفات حول المخيمات العشوائية والأحياء المدمرة والشوارع السكنية السابقة.
ويؤكد الأطباء ارتفاع حالات الأمراض المعوية والإسهال والجرب والقمل والطفح الجلدي والالتهابات الجلدية مثل القوباء، إذ يضطر السكان لاستخدام مراحيض مكشوفة تغمرها مياه الأمطار وجمع مياه ملوثة من البرك والحفر. وأوضح طبيب جلدية في مستشفى ميداني أن الأمراض الجلدية ازدادت بشكل حاد بسبب التلوث، فيما حذر مسؤولون بلديون من تسرب الملوثات إلى المياه الجوفية. وتعرضت شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية لمعالجة المياه في غزة لدمار واسع بفعل القصف والعمليات البرية، ما أدى إلى تعطيل محطات المعالجة وانهيار النظام الصحي البيئي في معظم المناطق.
وتقدر فرق الأمم المتحدة ووكالات التنمية أن نحو مليوني طن من النفايات غير المعالجة تتكدس حاليًا في أرجاء القطاع، بينما كانت مواقع الطمر المخصصة قبل الحرب ممتلئة أصلًا، وثلاثة مكبات رئيسية قرب الحدود باتت غير متاحة للفلسطينيين. ويؤدي خليط القمامة المتحللة وبقايا الذخائر والمواد السامة والدخان المنبعث من حرق الأقمشة والبلاستيك إلى تكوين مواد سامة تجذب الحشرات والقوارض وتزيد من خطر تفشي أمراض خطيرة. ويحذر الخبراء من احتمال انتشار أوبئة مثل الإسهال الوبائي والتهاب الكبد (أ) وغيرها من العدوى إذا لم تتم معالجة النفايات والمياه العادمة بسرعة.
وتعمل وكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية على إعداد خطط تشمل إزالة الركام، واستئناف خدمات جمع النفايات، وإعادة بناء شبكات الصرف، ومعالجة المياه والتربة الملوثة. كما تدرس الجهات المعنية تقنيات لتحويل النفايات إلى طاقة كخيار استجابة عاجل، لكن المسؤولين يشددون على أن تنفيذ هذه التدابير يتطلب معدات ثقيلة ووقودًا وممرات إنسانية آمنة وضمانات أمنية، وهي موارد لا تزال نادرة.
من دون هذه الموارد، يحذر الخبراء من أن الانهيار البيئي المتسارع قد يعمق الكارثة الإنسانية ويؤدي إلى أزمات صحية غير مسبوقة. وبالنسبة للفلسطينيين النازحين، فإن مشهد الدمار المادي يقابله تهديد خفي لا يقل فتكًا: أمراض تنتشر وسط بيئة ملوثة، تهدد ما تبقى من القدرة على الصمود والتعافي.
الجمعة، 14 نوفمبر 2025
بحث
ابحث عن الأخبار، البرامج أو التغطيات الخاصة من ناوالعربية.
غزة تواجه أزمة صحية بسبب تراكم النفايات
تغطي أكوام ضخمة من القمامة المتعفنة والمليئة بالذباب وبرك من مياه الصرف الصحي المكشوفة أنحاء قطاع غزة، مما فاقم الكارثة الإنسانية الناتجة عن شهور من الحرب والنزوح الواسع. في خان يو...
تاريخ البث: السبت، 8 نوفمبر 2025