شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على قرية الطير دبّة وعدة بلدات في جنوب لبنان بعد أن أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إجلاء لثلاث مناطق قالت إنها تُستخدم من قبل حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية. وأفادت التقارير أن الغارات، التي جاءت بعد تحذيرات طالبت السكان بالابتعاد مسافة لا تقل عن ٥٠٠ متر عن المباني المستهدفة في عيتا الجبل والطيبة والطير دبّة، تسببت في تصاعد أعمدة الدخان الكثيف، فيما هرعت فرق الدفاع المدني اللبناني للمساعدة في إجلاء المدنيين. ولم تصدر وزارة الصحة اللبنانية حصيلة فورية لضحايا الغارات التي وقعت بعد الظهر، في حين أشارت تقارير سابقة في اليوم نفسه إلى مقتل شخص واحد.
وقالت إسرائيل إن الضربات استهدفت بنى تحتية ومواقع تابعة لحزب الله في إطار جهودها المستمرة لمنع الجماعة المدعومة من إيران من إعادة بناء قدراتها بعد ما يقرب من عام على وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية وأنهى آخر جولة كبيرة من القتال. وتُعد أوامر الإخلاء التي نشرتها المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي علنًا، متضمنة خرائط تحدد المباني المستهدفة، خطوة غير معتادة، إذ نادرًا ما تُسبق الضربات الإسرائيلية في الجنوب بتحذيرات مدنية صريحة.
وجدد حزب الله التزامه باتفاق وقف إطلاق النار مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يحتفظ بـ“الحق المشروع” في مقاومة إسرائيل، ولم يشن أي هجمات عبر الحدود منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ. ومع ذلك، يتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق؛ إذ تؤكد إسرائيل أن الحزب يواصل إعادة التسلح سرًا في الجنوب، بينما يقول مسؤولون لبنانيون إن الضربات الإسرائيلية شبه اليومية كثيرًا ما تصيب مدنيين ومنشآت لا علاقة لها بالحزب.
وتزامنت الغارات مع اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني قدّم خلاله قائد الجيش رودولف هيكل إحاطة عن التقدم في مصادرة مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله في الجنوب. كما قامت وحدات الجيش اللبناني بتفقد مواقع القصف الأخيرة في قضاء صور لتقييم الأضرار الهيكلية والذخائر غير المنفجرة والخسائر المدنية، لكن الأرقام الرسمية للضحايا ما زالت محدودة. وانتقد الرئيس ميشال عون الغارات الإسرائيلية ووجود القوات الإسرائيلية في مواقع مرتفعة داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدًا في الوقت ذاته انفتاحه على الحوار لخفض التوترات.
وأثارت هذه التطورات قلقًا دوليًا متزايدًا، إذ تواصل الحوادث عبر الحدود رغم وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي. ويحذر مراقبون من أن استمرار الغارات وعمليات الإجلاء وتبادل الاتهامات بخرق الهدنة قد يؤدي إلى تصعيد جديد في منطقة متوترة أصلًا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، ما يهدد جهود الاستقرار في جنوب لبنان وحماية المدنيين.
الجمعة، 14 نوفمبر 2025
بحث
ابحث عن الأخبار، البرامج أو التغطيات الخاصة من ناوالعربية.
غارات إسرائيلية تستهدف بلدات لبنانية بعد تحذيرات
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على قرية الطير دبّة وعدة بلدات في جنوب لبنان بعد أن أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إجلاء لثلاث مناطق قالت إنها تُستخدم من قبل حزب الله لإعادة...
تاريخ البث: الجمعة، 7 نوفمبر 2025