عائلات غزة تعتمد على مطابخ خيرية وسط نقص المساعدات

يواجه آلاف الفلسطينيين في خان يونس أزمة غذاء متفاقمة مع اعتماد متزايد على المطابخ الخيرية التي توزع وجبات بسيطة من الأرز أو العدس أو الحساء، فيما يضطر كثيرون للعودة خاليي الأيدي بعد نفاد الإمدادات. وبعد مرور ما يقرب من شهر على الهدنة التي كان يُفترض أن تسهّل وصول المساعدات الإنسانية، تحذر المنظمات الدولية من أن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة لا يغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات. ويُقدّر برنامج الأغذية العالمي أن نصف الكمية المطلوبة من المواد الغذائية فقط تصل إلى القطاع، بينما تشير منظمات فلسطينية إلى أن إجمالي المساعدات لا يتجاوز ثلث الكميات المتوقعة. وتنص اتفاقية الهدنة على دخول نحو ٦٠٠ شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، إلا أن السلطات الإسرائيلية تقول إنها تفي بهذا الالتزام وتتهم حركة حماس بتحويل المساعدات عن مسارها، وهي اتهامات تنفيها الحركة. وتؤكد الإدارة المحلية في غزة أن عدد الشاحنات التي تصل فعليًا أقل بكثير، إذ لا يتجاوز ١٤٥ شاحنة يوميًا نتيجة القيود الإسرائيلية والأضرار الكبيرة في البنية التحتية. ومع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع الأسعار وتدهور الملاجئ المؤقتة، تزداد المعاناة اليومية للسكان الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات المعيشة. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن مطابخ المجتمع الخيرية على وشك الانهيار إذا لم تُضاعف الإمدادات، مشيرة إلى أن أكثر من ثلث سكان غزة يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للغذاء. ويقول العاملون في هذه المطابخ إن توقفها سيعني كارثة إنسانية محققة في ظل غياب بدائل أخرى. وتروي شهادات من الميدان قصصًا مؤلمة لعائلات نازحة تضطر لترك أطفالها في الملاجئ بينما تنتظر وجبات محدودة وغير مضمونة، فيما يصف آخرون يومهم بالسباق المستمر وراء لقمة عيش غير مضمونة. وتعمل فرق الطوارئ في خان يونس على رصد الاحتياجات وتقديم نداءات عاجلة لزيادة تدفق المساعدات بشكل مستمر ومنتظم. وحتى تتحقق زيادة ملموسة في حجم الإمدادات وضمان وصولها إلى نقاط التوزيع دون عوائق، سيظل معظم سكان غزة يعتمدون على المطابخ الخيرية كمصدر رئيسي وغالبًا غير كافٍ للطعام اليومي. ويعكس هذا الوضع الهوة العميقة بين ما وُعد به في اتفاق الهدنة وبين الواقع الميداني الصعب، ما يدفع المنظمات الإنسانية إلى تجديد دعواتها لتوسيع نطاق المساعدات فورًا وضمان وصولها إلى الفئات الأكثر ضعفًا في مختلف مناطق القطاع.