زوجان فرنسيان يستعدان لعبور الأطلسي سباحة بالتناوب

يستعد السباحان الفرنسيان في المياه المفتوحة ماثيو ويتفويت وكلوي ليجيه ويتفويت لخوض محاولة فريدة لعبور المحيط الأطلسي سباحة بالتناوب من الرأس الأخضر إلى غوادلوب، في رحلة تمتد نحو ٣٨٠٠ كيلومتر على مدى ثلاثة أشهر تقريبًا، تهدف إلى الجمع بين الإنجاز الرياضي والدعوة إلى حماية البيئة البحرية. وسيتناوب الزوجان السباحة ست ساعات يوميًا لكل منهما، فيما يقضيان الليل على متن قارب “كاتاماران” منجرف لتأهيل المحاولة ضمن فئة “أطول سباحة متناوبة” وأطول عبور نسائي للمحيط مع الانجراف. ويرافقهما طاقم دعم من أربعة أشخاص بينهم ممرضة، بينما يقدم رعاة وداعمون من بينهم سلسلة متاجر “بيوكوب” العضوية التمويل والإمدادات الغذائية. وترتبط المبادرة ارتباطًا وثيقًا بالتعليم والتوعية، إذ يشارك أكثر من ٦٣ ألف تلميذ في دول ناطقة بالفرنسية ضمن برنامج “المحيط في المدرسة”، حيث يتلقون دروسًا أسبوعية عن التنوع البيولوجي البحري والتلوث وإدارة الموارد، ويتابعون الرحلة من خلال الصور ومقاطع الفيديو والتحديثات المباشرة. ويؤكد الزوجان أن الهدف الأساسي هو إشعال حب البحر في نفوس الطلاب وتحويلهم إلى “سفراء للمحيط” على مدار المنهاج الممتد لثلاثة أشهر. وقد أمضى السباحان عامين في التحضير المكثف من حيث التقنية واللياقة والوقاية من الإصابات لتحمل السباحة اليومية الطويلة وقلة النوم وظروف الأطلسي المتقلبة التي تتراوح حرارته حول ٢٣ درجة مئوية. ومن تجاربهما السابقة عبور مضيق جبل طارق وسباحة توعوية في نهر السين حول التلوث ورحلة بين مرسيليا وبرشلونة، وهي محطات ساهمت في صقل مهاراتهما استعدادًا للمغامرة الكبرى. ويؤكد المنظمون أن المشروع يوازن بين الطموح الرياضي والرسالة البيئية، إذ يقاس النجاح بمدى تأثيره في رفع الوعي بقدر ما يقاس بالمسافة المقطوعة. ويقر الزوجان بأن التحدي الجسدي هائل، لكنهما يعتبران أن إنجاز الأهداف التعليمية والبيئية سيكون الانتصار الأهم حتى لو تعذر إكمال الرحلة كاملة. ويهدف المشروع من خلال التغطية الإعلامية والتفاعل المدرسي إلى تعزيز الوعي العالمي بأهمية المحيطات وخطر التلوث وفقدان التنوع البحري، مع الترويج لممارسات الاستكشاف منخفضة الأثر البيئي. وفي حال إتمامها، ستكون هذه المغامرة من أكثر إنجازات السباحة في المياه المفتوحة طموحًا على الإطلاق، كما ستسلط الضوء على قضايا حماية المحيطات على مستوى عالمي. وحتى إن حالت الظروف دون إكمالها، يؤكد المنظمون أن القيمة الحقيقية للمشروع تكمن في ما يولده من وعي وروابط بين الأجيال الشابة والمجتمعات حول مسؤولية الحفاظ على البحار والمحيطات.