ناوالعربية

تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية المحتلة موجة متصاعدة من هجمات المستوطنين الإسرائيليين خلال شهر أكتوبر، حيث وثّقت منظمات حقوقية ومسؤولون محليون نحو ٢٦٠ حادثة استهدفت تجمعات فلسطينية. وتمثل هذه ا...
تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية المحتلة موجة متصاعدة من هجمات المستوطنين الإسرائيليين خلال شهر أكتوبر، حيث وثّقت منظمات حقوقية ومسؤولون محليون نحو ٢٦٠ حادثة استهدفت تجمعات فلسطينية. وتمثل هذه الزيادة إحدى أعلى معدلات العنف المسجلة هذا العام وسط توتر متواصل وعمليات عسكرية متكررة في المنطقة. وأفاد شهود عيان بأن مجموعات من المستوطنين، غالبًا تحت حماية الجيش الإسرائيلي، اقتحمت قرى فلسطينية وأحرقت أراضي زراعية وخرّبت مركبات واعتدت على السكان. وتركزت أغلب الاعتداءات في محيط نابلس والخليل ورام الله، حيث كان المزارعون الفلسطينيون منهمكين في موسم قطف الزيتون الذي يشهد تقليديًا ارتفاعًا في وتيرة المواجهات. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن عدد الهجمات المرتبطة بالمستوطنين تضاعف أكثر من مرتين مقارنة بشهر سبتمبر، ما أسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين وإجبار عدد من العائلات على مغادرة منازلها. وأوضحت المجالس المحلية أن الاعتداءات دمّرت مئات أشجار الزيتون، وهي مصدر رئيسي للدخل في القرى، كما طالت مدارس ومساجد. واتهم مسؤولون فلسطينيون السلطات الإسرائيلية بغضّ الطرف عن هذه الهجمات، مشيرين إلى أن المستوطنين يتصرفون دون مساءلة في حين تركز قوات الأمن على تقييد حركة الفلسطينيين بدلًا من حمايتهم. وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها الأمنية في الضفة الغربية، حيث تنفذ مداهمات ليلية واعتقالات واسعة، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وأثارت هذه التطورات قلقًا دوليًا، إذ دعا دبلوماسيون أوروبيون وعرب إسرائيل إلى كبح جماح المستوطنين والالتزام بالقانون الدولي. غير أن سكان القرى يقولون إن الاعتداءات ما زالت مستمرة دون تدخل فعّال، ما يعمّق الخوف والاستياء داخل المجتمعات الريفية. وحذّرت منظمات حقوق الإنسان من أن استمرار عنف المستوطنين قد يدفع الضفة الغربية نحو مزيد من الانفلات وعدم الاستقرار. وناشدت منظمات الإغاثة الدولية بتوفير حماية فورية للمناطق الفلسطينية المعرضة للخطر، خصوصًا مع استمرار موسم الحصاد في المناطق المكشوفة. وبحسب الأهالي، فإن تصاعد الاعتداءات في أكتوبر يجسد ما يصفونه بحملة منهجية لدفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم في ظل واقع الاحتلال والصراع المستمر.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية