تحطم طائرة في كينيا يودي بحياة ١١ سائحًا

تحطمت طائرة خفيفة كانت متجهة من منتجع دياني الساحلي إلى محمية ماساي مارا في منطقة جبلية وغابية بمقاطعة كوالي في كينيا، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم ١١ شخصًا، بينهم ثمانية سائحين من المجر وسائحان من ألمانيا إضافة إلى الطيار الكيني. وكانت الطائرة، وهي من طراز “سيسنا ٢٠٨ بي غراند كارافان” (برقم التسجيل 5Y-CCA)، قد فقدت الاتصال ببرج المراقبة بعد وقت قصير من إقلاعها، قبل أن يُعثر عليها محترقة ومتحطمة بالكامل. وأفاد شهود عيان بسماع صوت قوي ورؤية أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من موقع الحادث، فيما وُجدت قطع من الملابس والأمتعة الشخصية متناثرة على الأشجار والأرض القريبة. وبعد ارتباك أولي بشأن عدد الركاب، أكدت السلطات لاحقًا مصرع جميع الأشخاص الأحد عشر. وتم إرسال فرق من هيئة الطيران المدني الكينية وإدارة تحقيقات حوادث الطيران إلى الموقع لجمع الأدلة وتوثيق المشهد وانتشال الجثث. وزار مسؤولون حكوميون الموقع، مؤكدين أن عملية تحديد هوية الضحايا ستُجرى وفقًا للإجراءات الجنائية المعتمدة. وقالت شركة “مومباسا إير سفاري” المشغلة للطائرة إنها تتعاون بشكل كامل مع التحقيقات، بينما لم تُعلن بعد الأسباب الدقيقة للحادث. وأوضح المحققون أنهم سيحللون بيانات الرحلة وسجلات الصيانة وتسجيلات الاتصالات الجوية وحالة الطقس ضمن التحقيق الشامل. وأشارت تقارير الأرصاد إلى أن الظروف الجوية وقت الحادث كانت سيئة، إذ سادت أمطار غزيرة وضباب كثيف وانخفاض في مدى الرؤية، وهي عوامل يُعتقد أنها ربما ساهمت في وقوع الكارثة، رغم أن الأسباب النهائية لم تُحدد بعد. كما أن الطبيعة الوعرة والمنعزلة للمنطقة التي سقطت فيها الطائرة صعّبت عمليات الإنقاذ والتحقيق. وقد أعرب مسؤولون محليون ودوليون عن صدمتهم بالحادث وقدموا تعازيهم لأسر الضحايا، فيما خيّم الحزن على المجر بعد تأكيد أن عدة ضحايا ينتمون إلى عائلتين كان بين أفرادهما أطفال. وسلطت الكارثة الضوء على المخاطر المرتبطة بتشغيل الطائرات الصغيرة في الرحلات القصيرة التي تربط المنتجعات الساحلية بالمحميات الداخلية، خاصة في ظل الطقس المتقلب والمناطق الوعرة. وأكد خبراء الطيران أن هذه الرحلات تتطلب التزامًا صارمًا بإجراءات الصيانة وتدريب الطيارين وتقييم الأحوال الجوية قبل الإقلاع. ويواصل المحققون دراسة ما إذا كانت العوامل الميكانيكية أو البشرية أو البيئية — أو مزيج منها — وراء الحادث. وتعهدت السلطات الكينية والمشغل بالتعاون الكامل والشفافية في التحقيق حتى الوصول إلى تقرير نهائي يوضح بالتفصيل الأسباب التي أدت إلى المأساة.