امتلأت المقابر في مختلف أنحاء بوليفيا بالعائلات التي احتفلت بيوم الموتى، محوّلة أماكن الدفن إلى فضاءات حية بالموسيقى والطعام والطقوس لتكريم الأقارب الراحلين. في مقبرة ميرسيداريان بمدينة إل ألتو عزفت الفرق الموسيقية فيما تجمع المشيعون حول القبور للغناء والصلاة وتقديم القرابين مثل الخبز والزهور والأغراض الشخصية. جمعت الاحتفالات بين الطقوس الكاثوليكية والعادات الأيماراية، إذ قاد المرشدون الروحيون صلوات لمرافقة الأرواح، بينما فرشت العائلات الأغطية بجانب القبور لتناول الطعام وقدّمت “تانتا وواواس” — وهي أرغفة خبز على شكل أطفال ترمز إلى الأحبة الراحلين.
وفي مقبرة جنرال بمدينة لاباز ومواقع أخرى، رافقت الغيتارات والأبواق والمزامير الأنديزية (بينكولوس) الطقوس، في تعبير عن الاعتقاد السائد بأن الموت جزء من دورة الحياة وأن الأرواح تعود لتشارك الأحياء في هذه الفترة. وقد تم تنظيف القبور وتزيينها مسبقًا، وتضمنت القرابين أحيانًا الشموع والسجائر إلى جانب الطعام، مما يعزز الروابط المجتمعية والذاكرة الجماعية.
وترتبط هذه الاحتفالات أيضًا بعادة أيمارا المعروفة باسم “يوم الجماجم” (ديا دي لاس نياتياس)، الذي يُقام في أوائل نوفمبر لتكريم جماجم بشرية يُعتقد أنها تحمل أرواحًا واقية. تُزيَّن الجماجم بالزهور أو القبعات أو النظارات الشمسية وتُنقل إلى المقابر لتنال البركة وتشارك في الغناء وتقديم القرابين، في مزيج واضح بين المعتقدات الأصلية والديانة الكاثوليكية.
ورغم انتقاد بعض رجال الكنيسة لبعض الممارسات باعتبارها غير منسجمة مع التعاليم المسيحية، تبقى هذه الطقوس متجذرة بعمق في الثقافة المحلية. ويشير المشاركون والمراقبون إلى أن الأجواء أقرب إلى الاحتفال منها إلى الحزن، إذ تعبّر الموسيقى والولائم والزينة الملوّنة عن استمرارية الحياة والذاكرة والتجدد. وتُعد هذه المناسبة حدثًا جماعيًا يجمع بين الطابعين الشخصي والعام، حيث تجدد العائلات صلتها بأرواح موتاها وتحتفي بتراثها الثقافي من خلال الطقوس والأغاني والمشاركة في الطعام.
الخميس، 13 نوفمبر 2025
بحث
ابحث عن الأخبار، البرامج أو التغطيات الخاصة من ناوالعربية.
بوليفيا تحتفل بيوم الموتى
امتلأت المقابر في مختلف أنحاء بوليفيا بالعائلات التي احتفلت بيوم الموتى، محوّلة أماكن الدفن إلى فضاءات حية بالموسيقى والطعام والطقوس لتكريم الأقارب الراحلين. في مقبرة ميرسيداريان ب...
تاريخ البث: الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025