ناوالعربية

العراق يصوت في انتخابات برلمانية ضعيفة الإقبال

أدلى العراقيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية لاختيار مجلس يضم ٣٢٩ مقعدًا، على أن تُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. ويسعى رئيس الوزراء محمد شياع السودان...
العراق يصوت في انتخابات برلمانية ضعيفة الإقبال
أدلى العراقيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية لاختيار مجلس يضم ٣٢٩ مقعدًا، على أن تُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. ويسعى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للحصول على ولاية ثانية في ظل حالة من الإحباط الشعبي الواسع، إذ يرى كثير من المواطنين أن الانتخابات باتت مجرد وسيلة لتقاسم عائدات النفط بين أحزاب مترسخة في السلطة دون تحقيق تحسن في الخدمات أو توفير فرص العمل أو مكافحة الفساد. ويتوقع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة منخفضة، ما يعكس الشكوك في قدرة الاقتراع على إحداث تغيير حقيقي. ويتميز هذا الاستحقاق بظهور عدد كبير من المرشحين الشباب الذين يحاولون تحدي شبكات المحسوبية الراسخة، لكن محللين يحذرون من أن فرصهم محدودة في مواجهة أحزاب مدعومة بموالين مسلحين وروابط زبائنية عميقة. وقد جرى تصويت مبكر لقوات الأمن وللسكان النازحين، بمن فيهم الإيزيديون المقيمون في المخيمات، ما سلط الضوء على التحديات اللوجستية والأمنية التي ترافق عملية تصويت تشمل نحو ٢١ مليون ناخب مسجل. ومن المنتظر إعلان النتائج الأولية خلال ٢٤ ساعة من إغلاق الصناديق، فيما سيخضع الإعلان الرسمي لفترة مراجعة للطعون والشكاوى، ويحذر المراقبون من أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق شهورًا من المفاوضات المعقدة. وسينتخب البرلمان المقبل رئيس الجمهورية ويحدد الائتلاف الذي سيشكل الحكومة التالية في مرحلة حساسة بالنسبة للسياسة الداخلية والخارجية للعراق. وتواجه الحكومة المقبلة تحديًا مزدوجًا يتمثل في موازنة النفوذ الأميركي والإيراني ومعالجة وضع عشرات الجماعات المسلحة التي تدين بولاء أكبر لقادتها أو لطهران أكثر من بغداد. وتضغط واشنطن من أجل الحد من استقلالية تلك الفصائل، غير أن نفوذها العميق داخل البنية الأمنية والسياسية يجعل من الصعب إخضاعها لسلطة مركزية كاملة. وتتابع عواصم إقليمية، من بينها تركيا، مجريات الانتخابات باهتمام لما قد تحمله من تأثيرات على الأمن والعلاقات الدبلوماسية في المنطقة. وقد انتشرت القوات الأمنية في مختلف أنحاء البلاد للإشراف على سير العملية وضمان الانضباط، فيما شددت المفوضية العليا على الالتزام الصارم بالجداول والإجراءات الانتخابية. وبعيدًا عن النتائج الفورية وحسابات الائتلافات، فإن الأهمية الحقيقية للانتخابات ستتحدد بقدرة النواب الجدد على معالجة الإخفاقات المزمنة التي فجّرت الغضب الشعبي: الفساد المستشري، ضعف المؤسسات، تدهور الخدمات العامة، وارتفاع بطالة الشباب. أما استمرار عزوف الناخبين فسيهدد بتقويض الثقة المتبقية في نظام سياسي يتهمه المنتقدون بأنه يخدم نخبة محدودة ويهمل غالبية العراقيين.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية