ناوالعربية

الصين تكتشف أكبر موقع أحفوري للباندا العملاقة

كشف باحثون صينيون عن اكتشاف ٥٢ أحفورة لباندا عملاقة داخل كهف شوانغهه في مقاطعة سوييانغ بإقليم قويتشو، ليصبح الموقع أكبر تجمع معروف لأحفوريات الباندا في العالم. وشملت الاكتشافات ست...
الصين تكتشف أكبر موقع أحفوري للباندا العملاقة
كشف باحثون صينيون عن اكتشاف ٥٢ أحفورة لباندا عملاقة داخل كهف شوانغهه في مقاطعة سوييانغ بإقليم قويتشو، ليصبح الموقع أكبر تجمع معروف لأحفوريات الباندا في العالم. وشملت الاكتشافات ست عينات جديدة تم العثور عليها خلال البعثة الأخيرة، وعُرضت نتائجها في المؤتمر الدولي الرابع والعشرين لعلوم الكهوف، حيث تُضاف إلى سجل واسع من أحافير الثدييات المحفوظة داخل هذا النظام الكهفي الضخم. وأظهرت أنماط تآكل الأسنان أن معظم الحيوانات المكتشفة كانت في مرحلة الشباب أو البلوغ المبكر، بينما تشير الأدلة الطبقية إلى أن الباندا سكنت المنطقة منذ نحو ١٠٠ ألف عام وحتى بضعة قرون مضت، ما يوفر تسلسلاً زمنياً متصلاً نسبياً عبر العصور. سمحت وفرة عظام الأطراف والجماجم للعلماء بتتبع التغيرات في حجم الجسم عبر الزمن، إذ أظهرت التحليلات أن الباندا بلغت أكبر كتلة جسدية لها في العصر الجليدي الأوسط قبل أن يتراجع حجمها تدريجياً ليصل إلى المقاييس التي تتمتع بها اليوم. ويُعزى الحفاظ الاستثنائي للأحافير إلى المناخ البارد والمستقر داخل الكهف وتركيبته الجيولوجية المعقدة، ما ساعد على بقاء البقايا في موضعها الأصلي وأتاح دراسة دقيقة لبنيتها الشكلية والبيئية القديمة. ويُعد كهف شوانغهه، الذي يبلغ طوله الإجمالي نحو ٤٣٩٫٧ كيلومتر، أطول نظام كهفي معروف في آسيا ومن بين الأطول عالمياً. ومنذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، استضاف الموقع بعثات دولية في علوم الكهوف والأحافير، ويواصل اليوم لعب دور رئيسي كمختبر طبيعي لدراسة تطور الكائنات القديمة وتاريخها البيئي. ويُظهر الاكتشاف أن موائل الباندا القديمة كانت أوسع بكثير من نطاقها الحالي في مقاطعات سيتشوان وشنشي وقانسو، ما يوفر أدلة جديدة حول كيفية تكيفها مع التغيرات المناخية والتحولات النباتية على المدى الطويل. ويُتوقع أن تساعد هذه السجلات الممتدة في فهم ديناميكيات تجمعات الباندا وتاريخ تقلص موائلها. ولا تزال أسئلة علمية مفتوحة مطروحة، منها أسباب تراكم هذا العدد الكبير من الهياكل في كهف واحد، وهل لجأت الحيوانات إليه كمأوى أم علقت داخله أو أن تجمعها نتيجة ضغوط بيئية. ويخطط العلماء لبحوث لاحقة لاستخلاص الحمض النووي القديم، وتحسين دقة التأريخ الزمني للطبقات، وإعادة بناء المناخ والنباتات القديمة في المنطقة. وتهدف هذه الجهود إلى توضيح مسار تطور الباندا وتحديد العوامل البيئية التي شكلت حجمها وتوزيعها عبر العصور. ويعتبر الخبراء أن مجموعة شوانغهه تمثل إنجازاً علمياً بارزاً يوسع فهم تطور الباندا العملاقة وجغرافيتها القديمة، ويقدم بيانات نادرة تمتد لعشرات آلاف السنين تساعد على تفسير العلاقة بين المناخ والموائل واستجابات الكائنات الكبرى في أواخر العصر الرباعي.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية