ناوالعربية

الروبوت شارلوت يسعى لإعادة بناء العالم

قد يغيّر روبوت شبه ذاتي يُدعى شارلوت مستقبل البناء على الأرض وربما على القمر أيضًا، وفقًا لمطوريه. صُمم هذا النموذج بستة أرجل من قبل شركة كريست روبوتيكس بالتعاون مع إيرثبيلت تكنولو...
الروبوت شارلوت يسعى لإعادة بناء العالم
قد يغيّر روبوت شبه ذاتي يُدعى شارلوت مستقبل البناء على الأرض وربما على القمر أيضًا، وفقًا لمطوريه. صُمم هذا النموذج بستة أرجل من قبل شركة كريست روبوتيكس بالتعاون مع إيرثبيلت تكنولوجي، ويجمع بين الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد لبثق وضغط التربة المحلية في طبقات بنائية، باستخدام غشاء خاص لتثبيت المادة بدلًا من الأسمنت أو الطوب المحروق. صُنع شارلوت من الألمنيوم وألياف الكربون والبلاستيك المطبوع ثلاثي الأبعاد، وتمتد أرجله لأكثر من ٥٫٥ أمتار، مما يتيح له التحرك فوق جدران بطابقين وطباعة المنحنيات والأقواس والقباب التي يصعب تنفيذها بالطرق التقليدية. سُمّي الروبوت تيمنًا بالشخصية في رواية الأطفال "شبكة شارلوت"، وجاءت فكرته من تعاون بين كلايد ويبستر، مؤسس ومدير كريست روبوتيكس، وجان غولمبيوسكي وجوناثون ستيغلس مينديز، مؤسسي شركة إيرثبيلت تكنولوجي. وقال غولمبيوسكي إن “شارلوت، وتحديدًا تقنية إيرثبيلت الأساسية فيه، ستكون نقطة تحول أينما وُجدت، لأنها ستجعل البناء رخيصًا جدًا وخاليًا من الكربون”، مؤكدًا أن التقنية تمثل نقلة كبرى في إزالة الكربون من قطاع البناء. ويقول المطورون إن طريقة البناء باستخدام التربة المضغوطة تقلل الانبعاثات الكربونية والتكاليف من خلال استخدام مواد الموقع نفسه مثل الرمل أو التربة أو نفايات الطوب المطحون، كما تُلغي الحاجة إلى الهياكل الثقيلة والعمالة الكبيرة. ويؤكد الفريق أن التقنية يمكن أن تساهم بسرعة في معالجة أزمة السكن، وبناء مساكن في المناطق النائية أو المتضررة من الكوارث، وتقليل الأثر البيئي للنقل والنفايات. وتُظهر العروض التجريبية الأولى سرعة التنفيذ ومرونة التصميم ومتانة البنية، فيما يواصل المهندسون اختبار الأداء عبر أنواع مختلفة من التربة وتقييم الثبات الهيكلي على المدى الطويل. كما أن قدرة شارلوت على التحرك والتعامل مع مواد متعددة تجعله مناسبًا للبناء على القمر باستخدام تربة الموقع (الريغوليث) لتقليل كلفة النقل. ويحظى المشروع بدعم من برنامج “سبيس+” في نيو ساوث ويلز، ويسعى المطورون إلى إقامة شراكات لدمج النظام في بيئات العمل الحالية وتوسيع استخدامه التجاري. ويصف الفريق شارلوت بأنه منصة تمكينية تتجاوز حدود القدرات البشرية، قادرة على طباعة منازل كبيرة بسرعة وكفاءة. ورغم التقدم الملموس، ما زالت تحديات عديدة قائمة، إذ لا يزال شارلوت نموذجًا أوليًا يحتاج إلى تجاوز العقبات التقنية والحصول على الموافقات التنظيمية ومعايير السلامة والدمج في سلاسل التوريد قبل الانتشار الواسع. كما أن متانة الهياكل وتفاوت خصائص التربة ومتطلبات اعتماد الأكواد الهندسية ما زالت تحتاج إلى مزيد من الاختبارات والدراسات.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية