ناوالعربية

التضخم في الولايات المتحدة يرتفع إلى ثلاثة في المئة في سبتمبر

أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة ٠٫٣٪ خلال شهر سبتمبر، مما رفع معدل التضخم السنوي إلى ٣٫٠٪ بعد أن كان ٢٫٩٪ في أغسطس، وه...
التضخم في الولايات المتحدة يرتفع إلى ثلاثة في المئة في سبتمبر
أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة ٠٫٣٪ خلال شهر سبتمبر، مما رفع معدل التضخم السنوي إلى ٣٫٠٪ بعد أن كان ٢٫٩٪ في أغسطس، وهو أعلى مستوى سنوي منذ يناير الماضي. وجاءت الزيادة مدفوعة بالدرجة الأولى بارتفاع أسعار البنزين بنسبة ٤٫٢٪، وهي أكبر قفزة شهرية للوقود العادي منذ أغسطس ٢٠٢٣، في حين استمرت تكاليف السكن في الارتفاع لتضغط على ميزانيات الأسر. كما ساهمت أسعار تذاكر الطيران وتأمين السيارات في الزيادة العامة، بينما بقي تضخم أسعار المواد الغذائية مرتفعًا عند نحو ٣٫١٪، منخفضًا قليلًا عن الشهر السابق لكنه لا يزال يبقي فواتير البقالة مرتفعة لكثير من العائلات. أما التضخم الأساسي — الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة — فقد استقر عند نحو ٣٫٠٪، ما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية الكامنة رغم تراجع أسعار بعض السلع مثل الإلكترونيات والسيارات المستعملة. وأرجع الاقتصاديون هذا الثبات إلى ارتفاع تكاليف الطاقة واضطرابات سلاسل التوريد بما في ذلك الرسوم الجمركية وتعطل الشحن، إضافة إلى الأجور المرتفعة نسبيًا في قطاع الخدمات. ورغم أن معدل ٣٪ أقل بكثير من ذروة التضخم في عام ٢٠٢٢، فإنه ما زال فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ ٢٪، مما يجعل من الصعب تحقيق استقرار الأسعار دون الإضرار بالنمو الاقتصادي. وتفاعل السوق بحذر؛ إذ تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قليلًا، وزادت توقعات المستثمرين بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض آخر للفائدة قبل نهاية العام لدعم النمو. ومع ذلك، يتوقع العديد من المحللين أن يتسامح صناع السياسة النقدية مع فترة قصيرة من التضخم فوق المستوى المستهدف طالما ظل التوظيف مستقرًا ونمو الأجور في حالة تباطؤ، مع البقاء يقظين تجاه مخاطر ارتفاع الأسعار مجددًا. أما بالنسبة للمستهلكين، فالصورة متباينة: فارتفاع تكاليف الطاقة والسكن يستمر في استنزاف دخل الأسر، بينما توفر السلع المعمرة الأرخص بعض الانفراج المؤقت. ويخشى خبراء أن تؤدي زيادة تكاليف الإنتاج والنقل الغذائي إلى الحد من أي انخفاض إضافي في أسعار الأغذية خلال الأشهر المقبلة. وبوجه عام، يشير عودة معدل التضخم إلى ٣٪ إلى أن الاقتصاد الأميركي بدأ يستقر بعد تقلبات الأشهر الماضية، لكن الضغوط السعرية لا تزال راسخة، مما يُبقي مسار الاحتياطي الفيدرالي غامضًا ويجعل مهمة تحقيق انحسار دائم للتضخم غير مكتملة بعد.

تابع ناوالعربية على الشبكات الاجتماعية