البابا ليو يقود تجمعًا دينيًا من أجل السلام

شارك البابا ليو في تجمع ديني مشترك أقيم في الكولوسيوم بالعاصمة الإيطالية روما، بمشاركة قادة دينيين وممثلين عن منظمات دولية وسفراء من مختلف الدول، في دعوة جماعية إلى السلام العالمي وتعزيز الحوار بين الأديان. ونُظّم الحدث من قبل جماعة سانت إيجيديو بمناسبة الذكرى الستين لإعلان نوسترا إيتاتي الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي غيّر جذريًا نظرة الكنيسة الكاثوليكية إلى الأديان الأخرى. وضمّ البرنامج مئات المشاركين من الديانات المسيحية واليهودية والإسلامية والبوذية والهندوسية وغيرها، حيث تبادلوا قراءات من نصوص مقدسة وأداءات موسيقية وفترات صمت تأملية استُحضرت فيها معاناة ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية وأعمال الكراهية. وفي كلمته أمام الحضور، قال البابا إن العالم “يعطش إلى السلام”، داعيًا إلى إنهاء الحروب والعنف. وأكد أن الدين “جسر لا حاجز”، وحثّ المؤمنين على أن يجعلوا من الحوار والاحترام والرحمة أساسًا لتعاملهم، لا أن يستخدموا الإيمان ذريعة للانقسام. وأشار إلى أهمية الإصغاء والتعاطف والشجاعة الأخلاقية لمواجهة الأحكام المسبقة ومقاومة “أصوات الفرقة” التي تستغل الدين لأغراض سياسية. وجاءت كلماته انعكاسًا لروح إعلان نوسترا إيتاتي الذي رفض فكرة الذنب الجماعي عن اليهود ودعا إلى التفاهم والتعاون بين أتباع الديانات المختلفة. واختير الكولوسيوم، الذي ارتبط تاريخه باضطهاد المسيحيين الأوائل، ليكون مكانًا رمزيًا لهذا الحدث، حيث أُضيئت أنواره في مشهد مثّل تحوّله من ساحة صراع إلى منبر للمصالحة والأمل. وفي ختام المراسم، أشعل القادة الدينيون شموعًا معًا تعبيرًا عن التزام مشترك بنشر السلام. كما صدر بيان مشترك دعا إلى تعزيز التضامن بين الشعوب، وتحمل مسؤولية أكبر تجاه البيئة، والعمل الملموس من أجل المصالحة بين المجتمعات والأمم. وأوضحت دوائر الفاتيكان أن هذا التجمع يأتي ضمن نهج البابا القائم على تعزيز الحوار الديني في وقت يشهد تصاعدًا في التوترات حول العالم. واعتبر مراقبون أن الحدث من أكثر اللقاءات الدينية تنوعًا في تاريخ الفاتيكان الحديث، إذ جمع ممثلين عن ديانات متعددة في وقفة مشتركة تُجسد الاحترام المتبادل. وتضمن البرنامج عناصر طقسية وثقافية متنوعة — من تلاوات دينية ومقطوعات موسيقية متعددة التقاليد إلى لحظات صمت وتأمل — جسدت نموذجًا عمليًا للتعاون الروحي والإنساني بين الأديان.