الإضراب يشلّ النقل في ليما وكايّاو

تسبب إضراب نقل استمر ٢٤ ساعة في العاصمة البيروفية ليما ومدينة كايّاو المجاورة في شلّ حركة النقل العام وترك مئات الركاب عالقين، بعد أن أوقف العديد من سائقي الحافلات والشاحنات عملهم احتجاجًا على موجة من الابتزاز وعمليات القتل التي تستهدف العاملين في القطاع. ونُظم الإضراب من قبل ائتلاف من جمعيات النقل، وشهد إقامة حواجز على الطرق الرئيسية، وإشعال إطارات، واندلاع مواجهات محدودة مع شرطة مكافحة الشغب بعد أن أغلق المتظاهرون، الغاضبون من مقتل سائق يبلغ من العمر ٤٧ عامًا مؤخرًا، طريقًا رئيسيًا في كايّاو. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “لا مزيد من القتلى من السائقين”، وطالبوا بتوفير حماية حكومية أقوى وإجراءات صارمة ضد العصابات الإجرامية التي، وفقًا للنقابات، تفرض على السائقين دفع مبالغ منتظمة وتنتقم من الرافضين. وأكد أحد قادة النقابات أن ١٦ سائقًا قُتلوا منذ بداية العام. وبينما واصلت بعض شركات النقل الرسمية عملها جزئيًا، انضم عدد كبير منها إلى الإضراب للمطالبة بتسيير مزيد من الدوريات الأمنية، وتعزيز الحماية للسائقين، وإنهاء ما وصفوه بثقافة الإفلات من العقاب التي تسمح للعصابات المسلحة بالتمادي. وأفادت السلطات بأن مئات المركبات عالقة، وأن طرق الإمداد الرئيسية تعطلت، ما أدى إلى تأخيرات واسعة في حركة الركاب. وكانت الحكومة قد أعلنت سابقًا حالة طوارئ لمدة ٣٠ يومًا في ليما ونشرت جنودًا لدعم الشرطة، وأرسلت خلال الإضراب تعزيزات إضافية إلى المناطق الحساسة. كما زار الرئيس منطقة أتشو، وهي مركز رئيسي للاحتجاجات، للقاء قادة النقل وتقييم الوضع ميدانيًا. وسلّطت الاضطرابات الضوء على تزايد انعدام الأمن في قطاع النقل في بيرو وسط ارتفاع معدلات جرائم القتل والابتزاز خلال العام الجاري، ما أدى إلى تآكل ثقة الجمهور في قدرة الدولة على التصدي للجريمة المنظمة. واعتبر محللون وقادة نقابيون أن الإضراب يعكس تصاعد الإحباط الشعبي من تعامل الحكومة مع العنف والعصابات. وأعلنت السلطات نيتها عقد مفاوضات جديدة مع نقابات النقل، غير أن النقابات حذرت من استئناف قطع الطرق إذا لم تُتخذ إجراءات وقائية فورية. ويُبرز الإضراب الحالي حجم الأزمة الأمنية التي يواجهها السائقون، والضغط المتزايد على الحكومة لتطبيق إصلاحات ملموسة وتسريع التدابير الأمنية لحماية العاملين في النقل وضمان استعادة الخدمات المنتظمة بشكل آمن ومستقر.