اضطرابات الانتخابات في تنزانيا تمتد إلى كينيا

امتدت الاضطرابات العنيفة المرتبطة بالانتخابات المتنازع عليها في تنزانيا إلى داخل الأراضي الكينية قرب معبر نامانغا الحدودي، حيث استخدمت الشرطة قنابل صوتية وغازًا مسيلًا للدموع والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين. وشهدت المنطقة مشاهد من الفوضى بينما تفرّق المحتجون وسط إطلاق النار، ونُقل أحد الجرحى قبل أن يُترك أرضًا فيما واصل الضباط إطلاق النار وسحبوا جثة عبر الطريق. وأضرم شبان النيران في الإطارات ومزقوا ملصقات للرئيسة التنزانية سامية صلوحي حسن. وقالت السلطات الكينية إن شخصين لقيا حتفهما أثناء فرارهما من الاشتباكات مع قوات الشرطة التنزانية. وتأتي هذه الاضطرابات عقب انتخابات مثيرة للجدل استُبعد منها اثنان من أبرز قادة المعارضة، أحدهما أوقف بتهم الخيانة والآخر جُرّد من الأهلية، ما أثار اتهامات بأن الانتخابات صُممت لضمان فوز الرئيسة سامية بولاية ثانية. ونظم أنصار المعارضة احتجاجات في المدن الكبرى مثل دار السلام وموانزا وودودوما بعدما أظهرت النتائج الأولية تفوقًا كاسحًا للرئيسة في معظم الدوائر، حيث بلغت نسب الدعم الرسمية نحو ٩٥٪ في بعض المناطق. وردّت الشرطة في دار السلام بإطلاق الغاز والرصاص لتفريق المتظاهرين، وفرضت حظر تجول ليلي وأغلقت طرقًا رئيسية من بينها الطرق المؤدية إلى المطار الدولي، كما طُلب من الموظفين الحكوميين العمل من منازلهم وسط انقطاع شبه تام للإنترنت في أنحاء البلاد. وأعرب المجتمع الدولي عن قلقه من تطورات الوضع، إذ وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي الانتخابات بأنها “مزورة”، بينما اعتبرت منظمة العفو الدولية تقارير القتل وقطع الإنترنت “مروّعة بشدة”، محذرة من أن عزل البلاد رقميًا قد يزيد التوترات اشتعالًا. وقالت منظمات حقوقية إن السلطات تمنع الوصول إلى المعلومات فيما يستخدم المحتجون تطبيقات المراسلة للتنسيق. واتهمت الحكومة والجيش “عناصر مخربة” بالتسبب في أعمال العنف وتدمير الممتلكات، في حين واصلت قوات الأمن انتشارها الكثيف في الشوارع والطرق الحيوية. ومع مقاطعة الحزب المعارض الرئيسي للانتخابات وترك الساحة لأحزاب صغيرة فقط، يرى محللون أن النتائج رسخت هيمنة حزب الرئيسة سامية، معتبرين أن ذلك يعكس تضييقًا متزايدًا في الفضاء السياسي منذ توليها الحكم عام ٢٠٢١. وتكشف الاضطرابات عن غضب واسع من التراجع الديمقراطي واعتقالات واختفاء منتقدي الحكومة، إلى جانب تصاعد الاستقطاب السياسي مع اقتراب البلاد من مرحلة انتقالية شديدة الحساسية.