اشتباكات في قاعدة خفر السواحل بخليج سان فرانسيسكو

اندلعت اشتباكات متوترة بين محتجين ووكلاء فدراليين عند قاعدة خفر السواحل في منطقة خليج سان فرانسيسكو بعد وصول وحدات فيدرالية تمهيدًا لنشر تعزيزات لعمليات إنفاذ قوانين الهجرة. وأظهرت مشاهد مصورة مئات المتظاهرين يتجمعون أمام مدخل جزيرة خفر السواحل في ألاميدا، يغلقون الطرق ويرددون هتافات ضد الانتشار المقرر، بينما شكّلت قوات مكافحة الشغب خطوطًا لمنع تقدمهم. وأفادت تقارير محلية باستخدام القنابل الصوتية وإصابة أحد المحتجين في قدمه بعد أن اخترقت مركبة الحاجز، فيما قال أحد رجال الدين إنه أصيب في وجهه بمقذوف فلفلي أُطلق من مسافة قريبة. وحاولت مركبات تابعة لحرس الحدود والجمارك الأمريكية دخول الجزيرة الاصطناعية البالغة مساحتها ٦٧ فدانًا بين أوكلاند وألاميدا لتجهيز موارد لعملية أوسع وصفتها خفر السواحل بأنها جزء من “نهج حكومي شامل” يهدف إلى رصد تهديدات الهجرة والأمن قبل وصولها إلى السواحل الأمريكية. لكن المتظاهرين ومنظمات الحقوق المدنية وصفوا الخطوة بأنها عسكرة لإنفاذ القوانين في منطقة تُعرف بسياساتها الداعمة للمهاجرين، مؤكدين أن هذا التحرك سيقوّض الثقة بين المجتمعات والشرطة المحلية. وانتقد مسؤولون في الولاية، بينهم الحاكم ورئيسة بلدية أوكلاند، الانتشار باعتباره غير ضروري وقد يضر بعلاقات الشرطة مع السكان. وتسببت الاحتجاجات في تعطيل حركة المرور على طول ممر إمباركاديرو، فيما وضعت شرطة الطرق السريعة في كاليفورنيا في حالة تأهب. ودعا منظمو الاحتجاجات في وقت لاحق إلى التفرّق لتجنّب الاعتقالات الجماعية. وجاءت هذه المواجهات وسط تغيّر مفاجئ في السياسة الفدرالية؛ إذ أعلن الرئيس أنه لن يرسل التعزيزات المقررة إلى سان فرانسيسكو بعد مشاورات مع رئيسة البلدية، رغم تقارير سابقة أشارت إلى استعداد أكثر من ١٠٠ عميل فدرالي وعناصر من الحرس الوطني للانتشار لتعزيز عمليات مراقبة الهجرة. وأدت هذه القرارات المتبدلة إلى حالة من الغموض بشأن مصير العمليات في مناطق أخرى. ونُفّذت عمليات تفتيش وتحركات في القاعدة تمهيدًا لحملة موسعة في أماكن أخرى، إلا أن إلغاء الانتشار في سان فرانسيسكو أبرز التوتر بين أهداف الإنفاذ الفدرالي والمعارضة القانونية والسياسية في المدن التي يقودها الديمقراطيون. وحذر مشرعون ومسؤولون محليون من أن مثل هذه الإجراءات قد تُضعف التعاون مع المجتمعات المحلية وتُعقّد مهام الشرطة، فيما دافع المسؤولون الفدراليون عن الخطوة باعتبارها موجهة لمكافحة التهديدات العابرة للحدود. ورغم تهديد السلطات باعتقال بعض المحتجين، دعا المنظمون إلى التهدئة، ومع اقتراب منتصف النهار ظل العشرات في الموقع فيما بدأت تحقيقات لتحديد ملابسات المواجهات.