أرباح صناعة الصلب في الصين تقفز بنسبة مئة وتسعين في المئة

سجلت صناعة الصلب في الصين ارتفاعًا حادًا في الأرباح خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، إذ أعلنت الجمعية الصينية للحديد والصلب أن الأرباح الإجمالية بلغت نحو ٩٦ مليار يوان (حوالي ١٣ مليار دولار)، بزيادة تعادل ١٫٩ مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما ارتفعت صادرات الصلب إلى ٨٧٫٩٦ مليون طن بزيادة ٩٫٢٪ على أساس سنوي، فيما أظهرت البيانات الصناعية تسارع نمو الصادرات من المنتجات عالية القيمة. وأرجع المسؤولون هذا التحسن إلى التطور المتسارع في إنتاج وبيع الدرجات المتقدمة من الصلب المخصص لتطبيقات متنوعة. ففي مصنع مجموعة HBIS في مدينة تانغشان، تُستخدم صفائح فولاذية عالية القوة أقوى بنحو ست إلى سبع مرات من الصفائح العادية، ما مكّن شركات السيارات من خفض وزن المركبات بأكثر من ١٠٪. وأفاد فرع تانغشان بأن المنتجات عالية الجودة شكّلت ٨٢٪ من إجمالي إنتاجه خلال الفترة، وأن المنتجات الجديدة ساهمت بأكثر من ٣٥٪ من النمو، بينما زادت صادراتها بنسبة ٢٣٪ على أساس سنوي. وأشار المسؤولون إلى تغيّر في أنماط التصدير وبنية المنتجات، إذ تضاعفت صادرات القضبان ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي، وأصبحت تشكيلة المنتجات أكثر تنوعًا وتطورًا مع انتقال المصانع من إنتاج السلع منخفضة القيمة إلى الصلب المتخصص والمتقدم. وأكدت الجمعية أن هذه التحولات تعكس تطورات تكنولوجية وتصنيعية متواصلة في القطاع. وتُظهر إحصاءات حكومية أخرى تعافيًا عامًا بين شركات المعادن الحديدية، حيث بلغت أرباحها المجمعة بين ٩٧ و٩٧٫٣ مليار يوان خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، بعد خسائر سابقة، نتيجة انخفاض تكاليف الإنتاج وتحسين الكفاءة وزيادة الشحنات إلى الأسواق الخارجية. ورغم تراجع طفيف في إنتاج الصلب الخام بسبب القيود البيئية وخفض الطاقة الإنتاجية، إلا أن القيمة المضافة وهوامش الأرباح ارتفعت لدى المنتجين الذين ركزوا على السلع المتقدمة. ومع ذلك، يحذر محللون من تحديات مستمرة تتمثل في ضعف الطلب المحلي بسبب أزمة العقارات وتراجع الإنفاق على البنية التحتية وارتفاع المخزونات وتقلب الأسعار عالميًا، إلى جانب القيود البيئية الإقليمية. ومع ذلك, فإن تعافي الأرباح والنمو السريع في المنتجات عالية القيمة شجّعا الشركات على زيادة الاستثمار في التصنيع المتطور والتقنيات منخفضة الكربون للحفاظ على القدرة التنافسية وتحقيق أهداف التحول الأخضر طويلة الأمد.