توفي المصمم العالمي جورجيو أرماني عن عمر ٩١ عامًا، بحسب ما أعلنت مجموعة أرماني، مؤكدة أنه فارق الحياة بسلام في منزله محاطًا بأسرته. وُلد أرماني في مدينة بياشنزا عام ١٩٣٤، ونشأ في ميلانو بعد الحرب العالمية الثانية. بدأ دراسته في الطب لفترة وجيزة قبل أن يتحول إلى عالم الموضة، حيث أسس علامته الخاصة في سبعينيات القرن الماضي. وعلى مدى خمسة عقود، بنى إمبراطورية فاخرة متنوعة تضم الأزياء الجاهزة والـ«هوت كوتور» والإكسسوارات ومستحضرات التجميل والتصميم الداخلي والفنادق، مع إيرادات سنوية بلغت نحو ٢.٧ مليار دولار.
اشتهر أرماني بجمالياته المميزة التي ارتكزت على الأناقة البسيطة والألوان المحايدة والتفصيلات المرنة، مما أحدث ثورة في ملابس العمل والحياة اليومية. وكان إعادة تصميمه لسترة الرجال في السبعينيات خطوة محورية، إذ حرر الأزياء الرجالية من البُنى الصارمة نحو قصات أكثر سلاسة. لحظة ثقافية فاصلة جاءت حين ارتدى الممثل ريتشارد جير أزياء أرماني في فيلم American Gigolo، ما رفع مكانته عالميًا وحوّل البدلة الأرمانية إلى رمز للأناقة العصرية والجاذبية. لاحقًا، ارتدى عشرات النجوم تصاميمه على السجادة الحمراء، وامتد نفوذه إلى زيّ شركات الطيران والفرق الرياضية والفنادق ومشاريع التصميم، ليترك بصمته على أنماط الحياة والاقتصاد معًا.
لقّب بـ "الملك جورجيو"، وكان معروفًا بدقته الشديدة وسيطرته على كل تفاصيل العمل، حتى على التعديلات خلف الكواليس في العروض. كما حافظ على استقلالية شركته برفضه عروض الاستحواذ من التكتلات الفاخرة الكبرى. وقد تدهورت صحته مؤخرًا، حيث غاب للمرة الأولى في مسيرته عن أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو في يونيو الماضي. وأعلنت المجموعة أن جنازة خاصة ستُقام بعد فتح قاعة وداع في ميلانو نهاية الأسبوع، فيما ستستضيف المدينة تكريمًا عامًا لمدة يومين في مسرح أرماني لتمكين الجمهور وصناع الموضة من توديعه.
انهالت التعازي من قادة سياسيين وزملاء ومشاهير، مشيدين به كرمز للإبداع الإيطالي وكمعلّم ومنافس رفع معايير الموضة العالمية. لم يكن لأرماني زوجة أو أبناء، ومن المتوقع أن تُدار خلافته من قبل كبار التنفيذيين، فيما لم تُكشف بعد تفاصيل الترتيبات طويلة المدى.