ناوالعربية

لاعبات محجبات يتحدين الأعراف في نيجيريا

في ولاية كوارا بوسط نيجيريا، تتحدى مجموعة من الفتيات المسلمات الأعراف المحلية بممارستهن كرة القدم مع الالتزام بالزي المحتشم. مريم محمد، البالغة من العمر 17 عامًا، تتدرب مرتدية الحجاب والسروال الضيق رغم الحرارة المرتفعة وسخرية بعض أفراد المجتمع، وتؤكد أن التستر جزء أساسي من إيمانها حتى لو كان ذلك غير مريح. والدتها كيهيندي تدعمها، وتخيط […]

لاعبات محجبات يتحدين الأعراف في نيجيريا
في ولاية كوارا بوسط نيجيريا، تتحدى مجموعة من الفتيات المسلمات الأعراف المحلية بممارستهن كرة القدم مع الالتزام بالزي المحتشم. مريم محمد، البالغة من العمر 17 عامًا، تتدرب مرتدية الحجاب والسروال الضيق رغم الحرارة المرتفعة وسخرية بعض أفراد المجتمع، وتؤكد أن التستر جزء أساسي من إيمانها حتى لو كان ذلك غير مريح. والدتها كيهيندي تدعمها، وتخيط حجابات تتناسب مع قمصان الفريق وتدافع عن اختيار ابنتها في وجه الانتقادات. المدرب مويهدين عبدالوهاب، المشرف على أكاديمية “موديل كوينز” لكرة القدم، يقوم بزيارات توعوية لأولياء الأمور ليشرح أن الزي المحتشم مسموح به في لوائح اللعبة، إلا أن بعض فئات المجتمع لا تزال تتحفظ على مشاركة الفتيات. وتواجه اللاعبات ضغوطًا اقتصادية يومية؛ فبشيرات أوموتوشو (19 عامًا) تضطر أحيانًا إلى التغيب عن التدريب لمساعدة والدتها في بيع الحلوى المحلية على قارعة الطريق. والدتها كانت ترفض في البداية فكرة أن تمارس ابنتها كرة القدم، لكنها غيّرت موقفها بعد دعم زوجها وتأثرها بنجاحات لاعبات نيجيريات محترفات. فتح قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” برفع الحظر السابق عن ارتداء الحجاب — الذي بدأ تخفيفه في عام 2012 وأُجيز رسميًا عام 2014 — الباب أمام اللاعبات المحجبات للمشاركة في المنافسات الدولية. وكانت المغربية نُهيلة بنزينة أول من ارتدت الحجاب في بطولة نسائية عالمية. ومع ذلك، ما تزال الحواجز الثقافية والدينية أقوى في شمال ووسط نيجيريا مقارنة بالجنوب، حيث تستفيد الأندية في لاغوس وبورت هاركورت من بنى تحتية أفضل ودعم اجتماعي أوسع. في نهاية أغسطس، وصلت أكاديمية “موديل كوينز” إلى نهائي بطولة للشباب، وقادت مريم محمد الفريق كقائدة. ورغم خسارتهن، احتفلت اللاعبات سويًا عند صافرة النهاية، بينما جلست مريم لاحقًا بمفردها تستوعب الهزيمة بهدوء. وتقول إن دعم العائلة وإيمانها يمنحانها القوة للاستمرار، معتبرة كرة القدم شغفًا وحلمًا لن تتخلى عنه. وفي مختلف أنحاء نيجيريا، يتواصل نمو كرة القدم النسائية، إذ تُعدّ “دوري كرة القدم النسائي النيجيري” من أكثر البطولات تنافسًا في إفريقيا، بينما يواصل المنتخب الوطني للسيدات “السوبر فالكونز” جذب الاهتمام والإلهام. كما ساهمت زيادة الرعايات والبرامج القاعدية في توسيع الفرص أمام الفتيات، وتشير بيانات شركة “آي تيلي ميديا” إلى ارتفاع نسب المشاهدة لدوري السيدات بنسبة 40% منذ عام 2020، وزيادة الحضور الجماهيري في المباريات بنسبة 35% خلال عام 2024. هذا الزخم يمنح اللاعبات في المناطق المحافظة ثقة أكبر للاستمرار، والتوفيق بين متطلبات الدين والعائلة والواقع الاقتصادي، من أجل تحقيق حلمهن في لعب كرة القدم والمشاركة الكاملة في المشهد الرياضي الوطني.