وصل وفد رفيع المستوى من جمعية الهلال الأحمر القطري إلى مطار دمشق الدولي حاملًا شحنة إنسانية تضم ۱۲ طناً من المعدات الطبية الأساسية، ضمن مبادرة "خذ بيد سوريا". وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرة المؤسسات الصحية السورية على الصمود في ظل التحديات المستمرة. وجاءت المساعدات بدعم من عدة جهات بينها مؤسسة سدرة للطب ومجموعة الدوحة للرعاية الصحية، وبالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري ووزارة الصحة السورية.
ترأس الوفد القطري رئيس الهلال الأحمر القطري يوسف بن علي الخاطر، حيث كان في استقباله وزير الصحة السوري الدكتور مصعب نزال العلي، إلى جانب ممثلين عن السفارة القطرية والهلال الأحمر العربي السوري. وتأتي هذه الشحنة بعد ثلاث قوافل برية سابقة حملت نحو ۹۰ طناً من الإمدادات الطبية بقيمة تجاوزت ٤٥ مليون ريال قطري، ما يؤكد التزام قطر المستمر بدعم الجهود الإنسانية في سوريا.
وأكد الخاطر في كلمته أن التعاون المثمر بين مختلف الأطراف يجسد تضامن قطر مع الشعب السوري، مشددًا على أن هذه المبادرة ليست سوى جزء من سلسلة دعم متواصلة. وتضمنت الشحنة معدات حيوية مثل أجهزة مخبرية، أسرة عناية مركزة، أجهزة أشعة، وأدوات للعلاج الفيزيائي، على أن يتم توزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية وفقًا لاحتياجات كل منطقة، في محاولة لإنعاش النظام الصحي المنهك.
ويعد هذا التسليم جزءًا من برنامج الجسر الجوي القطري، حيث سيرت طائرات تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية عدة رحلات إلى دمشق محملة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية. وقد لعب هذا الجسر، الذي يديره صندوق قطر للتنمية، دورًا محوريًا في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة داخل سوريا.
كما تعكس الزيارة عمق التعاون المتنامي بين الدوحة ودمشق، خاصة بعد الاجتماعات رفيعة المستوى التي أفضت إلى مشاريع تطوير البنية الصحية. ففي يونيو الماضي، التقى وزير الصحة السوري بنظيره القطري في الدوحة، وتم الاتفاق على بناء مستشفى حديث، وتجديد ثلاثة مرافق كبرى، وتزويد القطاع بسيارات إسعاف ومعدات طبية.
هذه الجهود المشتركة تؤكد التزام قطر بدعم قطاع الصحة السوري وسط أزمات ممتدة، حيث يسعى التعاون إلى إعادة تفعيل الخدمات الطبية الحيوية، تحسين البنية التحتية الصحية وضمان وصول الرعاية الأساسية للسكان. ويبرز هذا التحرك أهمية التضامن الدولي في مواجهة الكوارث الإنسانية وإعادة الأمل لمجتمعات أنهكها الصراع.