تجمع آلاف المحتجين، معظمهم من أنصار جماعة الحوثي، في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة. وردد المشاركون شعارات وهتافات مناهضة لإسرائيل، ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية والأسلحة، في استعراض واضح لدعمهم الثابت للقضية الفلسطينية.
وقد جاءت هذه الاحتجاجات على خلفية الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. ووفقاً لوسائل إعلام حوثية، فقد دمرت تلك الغارات بنى عسكرية تحتية ومراكز دعاية ومستودعات وقود ومنشآت حكومية. وملأ المتظاهرون الشوارع وهم يرفعون صوراً كبيرة لقيادات حوثية قُتلت في الغارات، من بينهم رئيس الوزراء أحمد الرحوي، الذي لقي مصرعه في هجوم جوي مؤخراً. وهتف المحتجون بشعارات ضد إسرائيل والولايات المتحدة، معتبرين ما يحدث عدواناً وتدخلاً خارجياً. كما ألقى مسؤولون حوثيون خطابات حماسية دعوا فيها إلى استمرار التصعيد وتوعدوا بالانتقام.
وبحسب سلطات الصحة التابعة للحوثيين، فقد أسفرت الغارات الأخيرة عن سقوط ما لا يقل عن ٤٦ قتيلاً و١٦٥ جريحاً، بينهم مدنيون ونساء وأطفال. كما تسببت الغارات في تدمير أحياء سكنية ومقر عمليات إعلامية وبنى تحتية حيوية أخرى.
وألقى محمد أحمد مفتاح، رئيس وزراء حكومة الحوثيين بالإنابة، كلمة أمام الحشد توعّد فيها بمواصلة القتال ضد إسرائيل "مهما كانت التضحيات". واعتبر مقتل المسؤولين البارزين "استشهاداً"، داعياً إلى استمرار العمليات العسكرية رداً على الغارات. فيما طالب المحتجون السلطات المحلية بتقديم مزيد من الدعم للمتضررين، بما يشمل إغاثة الأسر النازحة وأهالي القتلى، معبرين عن غضبهم من ضعف الحماية ومطالبين بتعزيز الدفاعات الجوية.
وتعكس هذه التظاهرة التأثير المباشر للصراع في غزة على الوضع اليمني، حيث يسعى الحوثيون إلى ربط أنفسهم بالقضية الفلسطينية، وقد نفذوا بالفعل هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل رداً على الضربات الإسرائيلية التي طالت الأراضي اليمنية.