موكب هالوين في نيويورك يوحد المدينة

غصّت شوارع مانهاتن السفلى بعشرات الآلاف الذين شاركوا في النسخة الـ٥٢ من موكب هالوين في الحي الغربي، الذي حمل هذا العام شعار “وجبة من الجميع” احتفاءً بالوحدة والإبداع وروح المشاركة. وسار الموكب المجاني على مساره التقليدي عبر الجادة السادسة من شارع كانال إلى الشارع الخامس عشر، حيث تحولت الطرق إلى معرض نابض بالألوان والأزياء اليدوية الضخمة والدمى العملاقة والفرق الموسيقية والراقصين. وشارك الموكب أزياء مستوحاة من الطعام وكائنات أسطورية وابتكارات فنية، فيما قادت ورشة الفنون الاستعراضية موكبًا من طهاة ضخام من ورق الماشيه وأطباق راقصة وأدوات طعام عملاقة لتجسيد فكرة “الوليمة الجماعية” وتشجيع الجمهور على الانضمام التلقائي. واختيرت منظمة “سيتي هارفست” المعنية بمكافحة الجوع لتكون القائد الشرفي للموكب، في انعكاس مباشر لروح المشاركة ومساعدة المحتاجين. وقالت مديرة الموكب جين فليمنغ إن المناسبة تمثل “احتفالًا بالكرم والتكافل في زمن الانقسام”، فيما احتشدت العائلات والطلاب والسياح على طول الطريق منذ ساعات مبكرة. وقدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو ٦٠ ألفًا والمشاهدين بنحو مليوني شخص، مؤكدة أن الاحتفال مرّ بسلام رغم الإجراءات الأمنية المشددة. أُقيم بعد الموكب حفل “كرة مصاصي الدماء” في صالة “هاوس أوف يِس” في بروكلين، تضمن جائزة قيمتها ٥ آلاف دولار لأفضل زيّ. ومنذ انطلاقه كفعالية صغيرة عام ١٩٧٣، تطور الموكب ليصبح أكبر احتفال عام بالهالوين في الولايات المتحدة، بفضل طابعه المفتوح الذي يسمح لأي شخص متنكر بالانضمام دون تسجيل مسبق، ما يحول الجادة السادسة إلى مسرح حي للإبداع الشعبي. أما شعار “وجبة من الجميع” فحمل بعدًا رمزيًا يتجاوز المظهر البصري، إذ جسّد فكرة التعاون والتنوع بوصفهما أساس القوة الجماعية. وأكد المنظمون أن الموكب يعكس روح نيويورك المتعددة الثقافات وشبكاتها المجتمعية التي تدعم الفئات الضعيفة. ومع اقتراب المسيرة من نهايتها عند الشارع الخامس عشر، استمرت الموسيقى والرقص في الأحياء المجاورة حتى ساعات متأخرة، في أجواء احتفالية جمعت الفكاهة والفن والعمل الاجتماعي. وهكذا أعاد الموكب تأكيد مكانته كطقس فني وشعبي يجمع بين السخرية والخيال والنشاط المدني، محولًا شوارع المدينة إلى مسرح جماعي يشارك فيه الجميع بإبداعهم، ليغدو الهالوين في نيويورك احتفالًا بالإنسانية المشتركة بقدر ما هو مهرجان للأقنعة والألوان.