مظاهرات في صربيا تطالب بالإصلاح والعدالة

تجمع آلاف الطلاب والمواطنين في مدينة نوفي ساد الصربية في تظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى الأولى لانهيار سقف محطة القطار الذي أودى بحياة ١٥ شخصًا، في مشهد تضامني تحول إلى حركة وطنية واسعة تطالب بالإصلاح السياسي والمساءلة. وسارت حشود المتظاهرين تتقدمهم جرارات زراعية ودراجات نارية وهوائية، فيما رفرفت الأعلام الصربية واشتعلت الشعلات الحمراء وسط صيحات تدعو إلى العدالة والتغيير. وقال المنظمون إن الحركة الطلابية أعادت إشعال روح المشاركة العامة في البلاد بعد سنوات من الإحباط السياسي وفقدان الثقة بالمؤسسات. انطلقت الاحتجاجات في أعقاب حادث انهيار مظلة محطة نوفي ساد في نوفمبر ٢٠٢٤، والذي أرجعه منتقدون إلى الفساد وسوء أعمال الترميم. وقد بدأ الحراك في الجامعات حين دعا الأساتذة والطلاب إلى الشفافية والمحاسبة، قبل أن يتوسع إلى مظاهرات شاملة ضمت معلمين وسائقي سيارات أجرة ومزارعين ومهنيين آخرين شعروا بالتهميش. وساهم سائقو الأجرة في نقل الطلاب مجانًا من الأقاليم إلى نوفي ساد دعمًا للاحتجاج. ويرفع المتظاهرون مطالب بإجراء انتخابات مبكرة لإسقاط الرئيس ألكسندر فوتشيتش وحزبه التقدمي الصربي الذي يحكم منذ أكثر من عقد. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “نستحق الأفضل”، مرددين شعارات تدعو لبناء مجتمع يقدّر العلم والعمل بدل الخضوع والصمت. وأكد العديد منهم أن التحرك يمثل صحوة مدنية، مشيرين إلى أن المبادرة الطلابية أعادت الأمل بإمكانية التغيير وتعزيز المشاركة المجتمعية. ويُنتظر تنظيم فعالية رمزية أمام محطة القطار تتضمن ١٦ دقيقة من الصمت تليها كلمات طلابية لتكريم الضحايا والتأكيد على مطالب الإصلاح. ويرى محللون أن المظاهرات أحدثت هزة في المشهد السياسي وأجبرت الحكومة على التفاعل مع الرأي العام، إلا أن تحويل الزخم الشعبي إلى إصلاحات مؤسسية يبقى التحدي الأكبر. ويقول المحتجون إن هدفهم يتجاوز إسقاط النخبة الحاكمة إلى بناء دولة قانون ومؤسسات مستقلة تضمن المساءلة والشفافية. تعكس هذه الموجة من الاحتجاجات، التي اجتاحت مدنًا عدة في صربيا، تحوّلًا من مشاعر الإحباط إلى حراك مدني نشط يسعى لترسيخ ثقافة المواطنة الفاعلة، فيما يؤكد المشاركون تصميمهم على مواصلة الضغط حتى تحقيق إصلاح حقيقي يضع حدًا للفساد وسوء الإدارة.