افتتاح أولمبياد ٢٠٢٦ الشتوي في سان سيرو

سيُقام حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام ٢٠٢٦ في ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو، وسيمتد عبر عدة مواقع في شمال إيطاليا، في أول افتتاح متعدد المواقع في تاريخ الأولمبياد الشتوي. وستكون كل من ميلانو وكورتينا دامبيتسو محور الحدث، فيما ستُشارك مدن أخرى مثل بْرِداتسو وليفينيو في العروض والاستعراضات، حيث يمكن تقسيم وفود بعض الدول بين هذه المواقع لتشارك في التجربة الافتتاحية المشتركة. وكشف المنظمون عن شعار الحفل تحت عنوان "أرمونيا" (الانسجام)، مؤكدين أن الفكرة ستركّز على الوحدة في التنوع، من خلال دمج التراث الثقافي الإيطالي مع الابتكار والطبيعة والرياضة. وأوضح المخرج الإبداعي ماركو باليتش أن الهدف هو "تحويل قيمنا إلى صور وأصوات ومشاعر مشتركة"، في رسالة فنية تسعى إلى تجسيد التعايش بين الهويات الحضرية والجبلية في وقت تتزايد فيه الانقسامات العالمية. وسيشهد ملعب سان سيرو العرض الرئيسي للحفل، حيث سيُقام مسرح مضيء بتصميم حلزوني على أرضية الملعب، تنبثق منه أربعة ممرات تربط بين المركز والجمهور والرياضيين في إشارة إلى التواصل والتدفق بين مختلف عناصر العرض. وسيستعرض البرنامج التاريخ الإيطالي ويكرّم شخصيات وطنية بارزة من ليوناردو دافنشي إلى رموز التصميم والموضة المعاصرة، مع تحية خاصة للمصمم الراحل جورجيو أرماني الذي ارتبط اسمه بعاصمة الموضة ميلانو. وسيحمل الحفل أيضًا ابتكارًا رمزيًا فريدًا يتمثل في إشعال موقدين أولمبيين بدلًا من واحد: الأول عند "قوس السلام" في ميلانو، والثاني في "ساحة ديبونا" في كورتينا، في تعبير عن الطبيعة الثنائية للمدينتين المضيفتين وتعزيزًا لفكرة الترابط رغم المسافات. ويُقدَّم هذا النهج على أنه أول افتتاح "موزع" للألعاب الشتوية، حيث يعيش الرياضيون في مناطق فالتيلينا وفال دي فييمي وبرِداتسو وليفينيو وكورتينا وميلانو اللحظة ذاتها في آن واحد. ويُرجَّح أن يكون هذا الحدث من آخر الفعاليات الكبرى التي يشهدها ملعب سان سيرو التاريخي الذي شُيّد قبل أكثر من قرن، قبل أن يُهدم لاحقًا في إطار مشروع بناء ملعب جديد لناديي ميلان وإنتر. هذا البعد الوداعي يضفي على الحفل طابعًا عاطفيًا مزدوجًا، يجمع بين الاحتفاء بالهوية الوطنية وتوديع أحد أشهر المعالم الرياضية في أوروبا.