إسبانيا تحيي ذكرى عام على فيضانات فالنسيا المميتة

أحيت إسبانيا الذكرى السنوية الأولى لفيضانات فالنسيا التي أودت بحياة ٢٣٧ شخصًا، بمراسم رسمية في المدينة حضرها الملك فيليبي والملكة ليتيسيا ومسؤولون إقليميون وأقارب الضحايا، وسط مظاهرات واسعة تطالب بالعدالة. وخلال الجنازة الرسمية، وضع ذوو الضحايا والملكان إكليلًا بألوان العلم الوطني، وتُليت أسماء القتلى واحدًا تلو الآخر. ودعا الملك فيليبي السلطات إلى التحقيق في أسباب الكارثة وظروفها لاستخلاص الدروس وتعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ. وتصاعدت المشاعر خلال المراسم حين وجّه أحد الأقارب اتهامات علنية إلى الزعيم الإقليمي كارلوس مازون بالتقصير الذي ساهم في الكارثة، فيما تعالت هتافات تطالب باستقالته مع ختام الحفل. وخارج المراسم الرسمية، شارك عشرات الآلاف في مسيرات صامتة ومواكب مشاعل عبر فالنسيا والمدن المجاورة. وفي عمل رمزي، وُضعت ٢٢٩ بطانية حرارية للطوارئ في الساحات العامة تمثل كل ضحية في الإقليم، لتسليط الضوء على حجم المأساة. وما زالت العائلات تطالب بالمحاسبة وسط استمرار التحقيقات القضائية في سلوك مازون ومكان وجوده أثناء الكارثة، بعد تقارير تفيد بأنه أمضى ساعات في مأدبة غداء بينما كان من المفترض أن يحضر اجتماع الطوارئ؛ وقد نفى مازون ارتكاب أي خطأ مؤكدًا أنه كان على اتصال عبر الهاتف، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل الفاتورة أو مكان المطعم. ونتجت الفيضانات عن ظاهرة مناخية تُعرف باسم “دانا” (Depresión Aislada en Niveles Altos) تسببت في هطول أمطار غزيرة خلال ساعات تعادل معدلات سنة كاملة في بعض المناطق. وجرفت السيول البنية التحتية والمركبات والسكان، وغمرت المنازل والمواقف تحت الأرض، فيما ما زالت آثار الكارثة ماثلة بعد عام: فرق البحث انتشلت جثثًا إضافية الأسبوع الماضي، والمباني لا تزال تحمل علامات المياه، والمصاعد متوقفة في بعض الأحياء، ويعاني كثير من الناجين من صدمات نفسية متواصلة. خصصت الحكومة أكثر من ٨ مليارات يورو للمساعدات، وأقرت ضمانات قروض بقيمة ٥ مليارات لإعادة الإعمار، إلا أن العديد من السكان يؤكدون أن التعافي لم يكتمل بعد. وتشير التحقيقات إلى تأخر التحذيرات بالإخلاء وضعف التنسيق بين الوكالات ووجود قصور هيكلي في إدارة الطوارئ. وأظهرت استطلاعات أن نحو ثلاثة أرباع سكان فالنسيا يرون أن مازون ينبغي أن يستقيل. وتتواصل التحقيقات القانونية حول تسلسل القيادة وإجراءات الدفاع المدني بينما تواجه إسبانيا أسئلة صعبة تتعلق بالسياسات والمسؤولية في أعقاب ما يصفه المحققون والناجون بأنه أسوأ فيضانات تضرب البلاد منذ أكثر من خمسين عامًا.