خرج حوالي ٢,٠٠٠ شخص في مسيرة بشوارع مدينة نيويورك احتجاجًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة. تجمع المتظاهرون في ميدان تايمز سكوير ثم اتجهوا نحو مقر الأمم المتحدة، حاملين أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها "حرروا فلسطين"، ورددوا شعارات تتهم نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية. جاء هذا التحرك بالتزامن مع زيارة نتنياهو للأمم المتحدة، وكان واحدًا من عدة احتجاجات لفتت الأنظار الدولية إلى الصراع في غزة والدعم الأميركي لإسرائيل.
داخل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، غادر دبلوماسيون يمثلون أكثر من ٥٠ دولة احتجاجًا بينما صعد نتنياهو إلى المنصة. جاء الانسحاب ردًا على لهجته المتحدية بشأن حرب غزة ورفضه الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين. رفض نتنياهو بشكل قاطع فكرة حل الدولتين، واتهم بعض قادة العالم بتمكين العنف. وبمجرد أن بدأ كلمته، بدت أجزاء من القاعة شبه فارغة بعد أن غادرت الوفود مقاعدها.
في خطابه، وجه نتنياهو نداءً عاطفيًا قال فيه: "لم ننسكم — ولا حتى لثانية واحدة"، متحدثًا بالعبرية وهو يتعهد بمواصلة الجهود لإعادة جميع الرهائن. كما وجه رسالة صارمة إلى حركة حماس: "ألقوا سلاحكم. أطلقوا سراح الرهائن الآن. إذا فعلتم ستعيشون. إذا لم تفعلوا، ستطاردكم إسرائيل حتى النهاية."
تضمن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة أيضًا تكرار انتقاداته للدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين، والتزامه بمواصلة العمليات العسكرية في غزة، مع التركيز على قضية الرهائن. واتبع نتنياهو أسلوبًا غير مألوف ببث كلمته مباشرة إلى داخل قطاع غزة عبر مكبرات صوت نُصبت على الحدود، وقال إنها وصلت إلى هواتف محمولة لسكان القطاع، "على أمل أن يسمع رهائننا الأعزاء رسالتي."
كما استخدم نتنياهو وسائل بصرية، من بينها خريطة للمناطق المتنازع عليها، وحاول الرد على منتقديه مباشرة. وجاءت ردود الفعل الدولية سريعة: وصف المنتقدون الانسحاب بأنه توبيخ دبلوماسي قوي يعكس الإحباط العالمي المتزايد من سلوك إسرائيل في غزة، بينما اعتبر مؤيدو نتنياهو الخطوة مجرد إشارة رمزية بلا تأثير فعلي.
الحدث كشف بوضوح عمق الانقسام على ساحة الأمم المتحدة، مؤكدًا أن حرب غزة والجدل حول سيادة فلسطين يعيدان تشكيل الأعراف والتحالفات الدبلوماسية عالميًا.