ناوالعربية

ناسا تخطط لمهمة طيران قمري عام ٢٠٢٦

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا عن خطط لإرسال أربعة رواد فضاء في رحلة تستمر عشرة أيام للدوران حول القمر عام ٢٠٢٦، وذلك ضمن برنامج أرتميس الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود. هذه المهمة لن تهبط على سطح القمر، بل ستقتصر على الدوران حوله، مع التمهيد لمهمة لاحقة […]

ناسا تخطط لمهمة طيران قمري عام ٢٠٢٦
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا عن خطط لإرسال أربعة رواد فضاء في رحلة تستمر عشرة أيام للدوران حول القمر عام ٢٠٢٦، وذلك ضمن برنامج أرتميس الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود. هذه المهمة لن تهبط على سطح القمر، بل ستقتصر على الدوران حوله، مع التمهيد لمهمة لاحقة تستهدف القطب الجنوبي للقمر، وهي منطقة تحظى بأهمية استراتيجية لاحتوائها المحتمل على جليد مائي يمكن تحويله إلى مياه للشرب وأكسجين وهيدروجين لدعم الحياة وتزويد الصواريخ بالوقود، مما يفتح المجال أمام وجود دائم على القمر. برنامج أرتميس يختلف عن عصر أبولو بعدة جوانب؛ إذ يركز على رؤية أشمل تشمل إنشاء قاعدة قمرية، تطوير ما يُعرف بـ“الاقتصاد القمري”، واستخدام القمر كمنصة انطلاق لمهام مأهولة إلى المريخ. شركات تجارية عديدة أصبحت شريكة في هذا الجهد، مثل فايرفلاي أيروسبيس التي أرسلت مسبقًا مركبة “بلو غوست” إلى القمر، إضافة إلى شركة إنترلون الناشئة التي تخطط لاستخراج نظير الهيليوم-٣ من تربة القمر، وهو عنصر نادر ذو قيمة عالية في مجالات الأمن القومي والرعاية الصحية والحوسبة الكمية. إنترلون تؤكد على منهجية “الحقل المحروث” لتقليل الأثر البيئي على السطح، وترفض الادعاء بملكية أي جزء من القمر. لكن التمويل يبقى التحدي الأكبر. تقرير صادر عن مكتب المفتش العام في ناسا قدّر أن تكلفة برنامج أرتميس ستصل إلى نحو ٩٣ مليار دولار حتى عام ٢٠٢٥، مع احتمال تعرض الميزانية لاقتطاعات في ظل مقترحات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. مسؤولو ناسا يدافعون عن الإنفاق مؤكدين أنه يولد مئات آلاف الوظائف داخل الولايات المتحدة، ويحقق عوائد اقتصادية بمعدل ثلاثة دولارات للخزينة مقابل كل دولار يُصرف على المعدات. إلى جانب التحديات التقنية والمالية، تبرز مخاوف أخلاقية وثقافية. فقد حذّر أحد أساتذة الأنثروبولوجيا الاجتماعية من أن استغلال موارد القمر قد يؤدي إلى تركّز الثروة والسيادة بيد قلة من الدول أو الشركات، إضافة إلى احتمال تجاهل الرمزية الثقافية والروحية للقمر في حضارات متعددة. ودعا إلى حوار دولي أوسع حول الأبعاد الأخلاقية لبناء بنية تحتية على جرم سماوي يحمل قيمة أسطورية وإنسانية عالمية. بصورة عامة، يسعى برنامج أرتميس إلى الدمج بين الاكتشاف العلمي والنشاط التجاري والأهداف الاستكشافية طويلة المدى. نجاحه سيتوقف على القدرة على ضمان تمويل مستقر، إدارة الشراكات التجارية بمسؤولية، والتعامل بجدية مع القضايا الأخلاقية المرتبطة بتحويل القمر إلى مستعمرة غنية بالموارد يمكن أن تدعم لاحقًا رحلات أبعد، وصولًا إلى المريخ.