امتلأت شوارع مدينة ميديلين بآلاف المشيعين الذين خرجوا لتوديع الفنان الكولومبي الشاب بايرون سانشيز سالازار المعروف باسمه الفني بي-كينغ، وذلك بعد إعادة جثمانه من المكسيك حيث فُقد أثره. تحوّلت الجنازة إلى حدث رمزي حمل طابعًا مزدوجًا بين الحزن والاحتجاج، إذ رفع المشيعون الشموع والزهور وأنشدوا أغانيه، فيما علت الهتافات: “العدالة لبي-كينغ”، في رسالة قوية ضد العنف والإفلات من العقاب.
سالفار، الذي كان برفقة زميله دي جي ريجيو كلاون (خورخي لويس هيريرا)، اختفى بعد خروجهما من نادٍ رياضي في حي بولانكو بمدينة مكسيكو. وكان الاثنان قد ظهرا آخر مرة عقب إحيائهما عرضًا موسيقيًا في أحد النوادي الليلية. وبعد أيام من البحث، عثرت السلطات المكسيكية على جثمانيهما مقطعين وموضوعين في أكياس في بلدة كوكوتيتلان بولاية المكسيك. النيابة العامة أعلنت فتح تحقيق واسع في جريمة القتل، فيما طالبت كولومبيا بتعاون سريع وفعّال عبر الحدود لكشف الحقائق.
القضية أخذت بُعدًا إقليميًا أكبر بعدما تم توقيف الممثلة والمؤثرة الفنزويلية أنجي ميلر للتحقيق في صلتها بالحادثة، وهو ما زاد من الطابع المثير للقضية وأكّد أن الجريمة باتت ملفًا ذا أولوية لدى سلطات البلدين.
المؤسسات الكولومبية لم تتأخر في التفاعل، إذ وصف الرئيس الجريمة بأنها “اعتداء على الحياة والفن”، وأعلنت بلدية ميديلين يوم حداد رسمي، فيما سارعت منظمات ثقافية للتعهد بإقامة فعاليات تكريم تخلّد إرث بي-كينغ الفني ومسيرته في موسيقى الريغيتون والتراب والإيقاعات الحضرية. على شبكات التواصل الاجتماعي، انتشرت رسائل التعزية والتضامن من الفنانين والجماهير على حد سواء، مؤكدين أن بي-كينغ كان صوتًا للشباب الكولومبيين وطموحاتهم.
المشهد في الجنازة عكس بوضوح كيف تحولت مراسم التشييع إلى منبر احتجاجي ضد حالة انعدام الأمن التي تهدد الفنانين والمواطنين في المنطقة. المحللون يرون أن الجريمة تكشف هشاشة الوضع الأمني وتعكس معاناة قطاع ثقافي يتعرض لضغوط مستمرة. السلطات في كل من كولومبيا والمكسيك تواصل تحقيقاتها في الدوافع والجهات المتورطة، فيما تبقى مجتمعات البلدين بانتظار أجوبة تعيد شيئًا من الثقة والعدالة.