شهدت الجهة الجنوبية الشرقية من شيكاغو حالة توتر شديدة بعد أن اصطدمت سيارة تابعة لوكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) بمركبة خلال عملية تنفيذ قانونية، ما أدى إلى مواجهة غاضبة مع السكان المحليين واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وأظهرت لقطات مصورة سيارة دفع رباعي بيضاء تصطدم بسيارة حمراء، التي دارت حول التقاطع واصطدمت بسيارة أخرى، قبل أن يفر شخصان من السيارة الحمراء بينما لاحقهم ما بدا أنهم عملاء فدراليون. وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) إن سائق السيارة الحمراء، الذي يُزعم أنه موجود في البلاد بشكل غير قانوني، كان قد صدم مركبة تابعة لحرس الحدود قبل أن يحاول الفرار، وأن العملاء استخدموا مناورة “PIT” لإيقافه. وتم اعتقال شخصين في موقع الحادث.
وبينما كانت القوات الفدرالية تؤمّن المنطقة، تجمع حشد من السكان المحليين الذين تحول غضبهم إلى عنف، حيث رموا الحجارة والأشياء على الضباط. وأفادت شرطة شيكاغو بأنها وثّقت الحادث لكنها لم تشارك في العملية الفدرالية، قبل أن يصل مزيد من الضباط والمشرفين للمساعدة في تهدئة الوضع بينما كانت السلطات الفدرالية تستعد للمغادرة.
وأكدت التقارير أن الشرطة والعملاء الفدراليين استخدموا وسائل للسيطرة على الحشود، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، في حين أظهرت لقطات جوية وصور من الهواتف المحمولة عملاء يُطلقون الغاز وأحدهم يلقي بهاتف كان يصوّر.
وأُصيب ١٣ ضابطًا من شرطة شيكاغو نتيجة التعرض للغاز، كما قال شهود إن عددًا آخر من المدنيين تم احتجازهم خلال الاضطرابات.
وأعرب السكان عن غضبهم من وجود القوات الفدرالية وما وصفوه بأنه مطاردات عالية السرعة في مناطق سكنية يسير فيها الأطفال إلى المدارس. وقال أحد الشهود إن الغاز ترك الناس يختنقون في الشوارع. ودفاعت وزارة الأمن الداخلي عن العملية، ووصفتها بأنها رد على مقاومة عنيفة من مشتبه به غير شرعي، مشيرة إلى سلسلة من الهجمات ضد سلطات إنفاذ القانون. لكن مسؤولي المدينة وممثلي منظمات حقوق المهاجرين وصفوا الأسلوب الفدرالي بأنه متهور ويؤجج الخوف داخل المجتمع.
وأرسلت السلطات المحلية وحكومة الولاية موظفين لمراقبة الوضع ميدانيًا. وجاءت الحادثة في وقت تتصاعد فيه التوترات حول عمليات الهجرة الفدرالية في شيكاغو، حيث تسعى الإدارة لنشر الحرس الوطني، فيما أثارت الاعتقالات خلال المداهمات والنزاعات حول الأسوار الأمنية في أحد مراكز ICE طعونًا قانونية وانتقادات محلية واسعة.
وقال منتقدون، بمن فيهم حاكم إلينوي ومسؤولو المدينة، إن العمليات الفدرالية تستهدف العائلات وتزيد القلق المجتمعي بدلًا من التركيز على مكافحة الجريمة العنيفة.