شهدت سريلانكا مأساة جديدة بعد أن لقي ما لا يقل عن ۱۵ شخصًا مصرعهم وأصيب ۱۶ آخرون، بينهم ۵ أطفال، إثر سقوط حافلة ركاب من منحدر شاهق قرب بلدة ويلاوايا. الحافلة، التي كانت تقل نحو ۳۰ راكبًا عائدين من نزهة محلية، فقدت السيطرة أثناء سيرها بسرعة زائدة على طريق جبلي ضيق. التحقيقات الأولية أشارت إلى أن السائق كان يقود بسرعة مفرطة قبل أن تصطدم الحافلة بمركبة أخرى وتخترق الحواجز الحديدية لتسقط قرابة ۱۰۰۰ قدم إلى أسفل الوادي.
عمليات الإنقاذ كانت صعبة للغاية بسبب التضاريس الوعرة، لكن المسعفين والسكان المحليين وحتى بعض السياح هبّوا لمساعدة الضحايا. شهود عيان وصفوا المشهد بالفوضوي، مؤكدين أن مساعد السائق كان يصرخ محذرًا الركاب قبل لحظات من سقوط الحافلة في الهاوية. صور من موقع الحادث أظهرت الحافلة منقلبة في أسفل الجرف، وسقفها ممزق وأجزاء متناثرة على مساحة واسعة.
الحادثة أعادت إلى الأذهان كارثة مشابهة وقعت في مايو الماضي عندما انزلقت حافلة مكتظة بالركاب عن منحدر في كوتمايلي وأدت إلى مقتل ما بين ۲۱ و۲۲ شخصًا. هذه الحوادث المتكررة تعكس خطورة شبكة الطرق في المناطق الجبلية السريلانكية، حيث تساهم ضيق الطرق وتقلبات الطقس والقيادة المتهورة في وقوع مآسٍ مروعة بشكل متكرر.
السلطات أكدت أنها ستفحص أنظمة الحافلة الميكانيكية، حالة الطريق، وسلوك السائقين المتورطين في التصادم الأولي. الضحايا كانوا في غالبيتهم من موظفي مجلس بلدية تانغالي، ما جعل وقع الحادث أكثر ألمًا على مجتمعهم المحلي الذي فقد عددًا من أبنائه دفعة واحدة.
المستشفيات القريبة استقبلت الجرحى، وأفاد الأطباء أن بعض الحالات ما تزال حرجة. السكان نظموا حملات تبرع بالدم ودعم للأسر المفجوعة، بينما جدّد ناشطون دعواتهم لتشديد الرقابة على السرعة وتحسين صيانة الطرق في المناطق الجبلية. الحادث يسلط الضوء مجددًا على الحاجة العاجلة لإصلاحات جذرية في مجال السلامة المرورية في سريلانكا، حيث باتت الحافلات المتهورة رمزًا لمآسي متكررة تودي بحياة العشرات سنويًا.