شهد معرض الصين الدولي للواردات والصادرات في دورته الـ١٣٨ بمدينة قوانغتشو عرض نحو ٧٩٤ ألف منتج مبتكر، بمشاركة أكثر من ٣٢ ألف عارض وحضور ما يقرب من ٢٤٠ ألف مشتري مسجل مسبقًا من أكثر من ٢٠٠ سوق حول العالم. وجرت فعاليات المعرض على ثلاث مراحل تمتد كل منها لخمسة أيام، وتركزت المرحلة الأولى على التصنيع المتقدم الذي شمل الأجهزة الإلكترونية والمعدات الصناعية، بينما خُصصت مناطق خاصة لعرض الروبوتات الخدمية والأجهزة الطبية الذكية والإلكترونيات الاستهلاكية.
في قسم الروبوتات الخدمية، عرضت الشركات أذرعًا آلية وروبوتات شبيهة بالبشر وأخرى على هيئة كلاب آلية قادرة على تنفيذ مهام متعددة، من التجميع الدقيق إلى التنقل بين العوائق. وأثار عرض لذراع روبوتية مرنة تقوم بتمرير خيط داخل إبرة عبر وحدة تحكم بتقنية الواقع الافتراضي اهتمامًا كبيرًا من الزوار. وأكد المنظمون أن المشاركة من قطاع التكنولوجيا كانت الأقوى حتى الآن، إذ تمتلك أكثر من ١٠ آلاف شركة عارضة شهادات اعتماد وطنية للابتكار مثل تصنيف “المؤسسة التقنية العالية” أو “العملاق الصغير”. أما في القسم الطبي الذكي، فبرزت الروبوتات الجراحية وأنظمة المراقبة الذكية والأجهزة القابلة للارتداء للتشخيص، إلى جانب أجهزة منزلية تعتمد على الروبوتات وحلول أوتوماتيكية مخصصة لقطاعات الضيافة والتجزئة والخدمات اللوجستية.
وأشار المشترون والمشاركون إلى أن تنوع المنتجات وسرعة تطويرها يميزان هذه الدورة، بينما لاحظ الزوار الأجانب ارتفاع جودة المعروضات في الأجهزة المنزلية الفاخرة وآلات القهوة وأنظمة التكييف المقاومة لتغير المناخ. وشهد المعرض توقيع اتفاقيات نوايا للتعاون بين شركات محلية ودولية، مع زيادة واضحة في عدد المشترين القادمين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول مبادرة الحزام والطريق، فضلًا عن مشاركة أوسع من شركات الشراء العالمية الكبرى.
وكانت الاستدامة والتحول الرقمي من أبرز محاور المعرض، حيث قدّم العارضون منتجات موفرة للطاقة وتغليفات مصممة وفق مبادئ الاقتصاد الدائري وأجهزة متصلة بتقنية إنترنت الأشياء لدمجها مع منصات التجارة الإلكترونية وخدمات ما بعد البيع. كما ركز العديد من الموردين على تسهيل التجارة عبر الحدود من خلال حلول متكاملة تشمل الخدمات اللوجستية والتمويل والتصدير لتقليص مدة وصول المنتجات للأسواق العالمية.
ووفق المنظمين، من المتوقع أن يقدم المعرض هذا العام نحو ١٫٠٧ مليون منتج جديد تم تطويرها خلال العام الماضي، وأكثر من ١٫٠٩٨ مليون منتج تمتلك حقوق ملكيتها الفكرية شركات صينية. ومنذ تأسيسه عام ١٩٥٧ وتنظيمه مرتين سنويًا، ما زال معرض كانتون يُعد مقياسًا رئيسيًا لحركة التجارة الخارجية للصين.
وبشكل عام، جمعت الدورة الـ١٣٨ من معرض كانتون بين فرص التجارة الواسعة وعرض أحدث التطورات التكنولوجية، مما عزز مكانته كمنصة لعرض التحول الصناعي في الصين وربط المشترين العالميين بآلاف المنتجات الجديدة.