تجمع مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في شارع ويلشاير بوسط لوس أنجلوس، حيث أغلقوا الطريق الرئيسي أمام القنصلية العامة الإسرائيلية للتنديد باعتراض إسرائيل لأسطول يحمل مساعدات ونشطاء متجهين إلى غزة. وأكد المنظمون أن التحرك جاء لـ“رفض هجوم إسرائيل على الأسطول” والاحتجاج على ما وصفوه بأنه عامان من الإبادة في القطاع.
الأسطول، المعروف باسم أسطول الصمود العالمي، ضم أكثر من ٤٠ سفينة مدنية محمّلة بالأدوية والغذاء، إضافة إلى نحو ٥٠٠ شخصية من البرلمانيين والمحامين والنشطاء.
في لوس أنجلوس شكّل المتظاهرون سلاسل بشرية ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات كتب عليها “الحرية لفلسطين”، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور لساعات ودفع الشرطة إلى الانتشار بكثافة لتوجيه المركبات بعيدًا عن موقع الاحتجاج. وأصدرت قوات الأمن تحذيرات عند التقاطعات بأن الاستمرار في إغلاق الطريق قد يؤدي إلى اعتقالات إذا لم يتم تفريق التجمّع.
ويأتي هذا التحرك ضمن موجة أوسع من المظاهرات في الولايات المتحدة بالتزامن مع تصاعد المعارك في غزة وزيارات لمسؤولين إسرائيليين لواشنطن ومدن أخرى. وأوضح المنظمون أن الهدف هو لفت الانتباه إلى معاناة المدنيين، والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار برعاية أميركية، وحثّ القنصلية الإسرائيلية على إدانة العمليات العسكرية والموافقة على فتح تحقيقات دولية في انتهاكات حقوق الإنسان.
وردد المتظاهرون شعارات مثل “لا للإبادة” و“العدالة لغزة”، وحمل كثيرون لافتات تطالب بالإفراج عن النشطاء المعتقلين. ورغم أن الطابع العام ظل سلميًا، شهدت التظاهرة توترات محدودة عندما حاول بعض السائقين المرور من خلال الحشود، ما كاد يؤدي إلى مواجهات مباشرة، إلا أن الشرطة تدخلت سريعًا مستخدمة التحذيرات العلنية ووجود وحدات مجهزة بالدروع والخوذ لتفادي أي تصعيد.
المنظمون المحليون شددوا على الرمزية الخاصة للحدث في لوس أنجلوس، مشيرين إلى أن المدينة تضم جالية عربية أميركية كبيرة، وأن المظاهرة تعكس حراكًا متصاعدًا مشابهًا لإغلاقات الطرق التي شهدتها نيويورك وواشنطن وشيكاغو. ودعوا الحكومة الأميركية إلى ممارسة ضغط مباشر على إسرائيل لوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية، مؤكدين أن الاحتجاجات ستستمر حتى تحقيق هذه المطالب.
من جهتها، أصدرت السلطات البلدية، بما في ذلك مكتب العمدة، بيانات تؤكد على ضرورة الموازنة بين حق التظاهر وضمان إبقاء الطرق الحيوية مفتوحة أمام سيارات الإسعاف وخدمات الطوارئ. وأعلنت الشرطة أنها حررت مخالفات لعدد محدود من المشاركين الذين رفضوا مغادرة الطريق بعد تكرار الأوامر، لكنها لم تسجل أي اعتقالات حتى وقت إعداد التقرير.