فتح مسلحان فلسطينيان النار على موقف حافلات في أطراف مدينة القدس، ما أدى إلى مقتل ٦ أشخاص وإصابة نحو ٢١ آخرين بجروح متفاوتة، في حادث وصفته السلطات الإسرائيلية بالهجوم الإرهابي. وقع الهجوم عند مفترق رموت، حيث استهدف المهاجمان مدنيين كانوا بانتظار الحافلة، إضافة إلى ركاب كانوا داخلها. أظهرت لقطات التقطها شهود عيان حالة الفوضى والذعر، حيث فرّ الركاب بينما كانت الطلقات تخترق نوافذ الحافلة وزجاجها الأمامي.
قُتل المهاجمان في موقع الحادث على يد جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي ومدني مسلح أطلق النار عليهما ردًا. وأفادت التقارير أن بين القتلى أشخاصًا في العقدين الخامس والثالث من العمر، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة. خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" أكدت أن المصابين من الرجال والنساء، وأن بعضهم في حالة حرجة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق على الهجوم مؤكدًا أنه سيزيد من عزيمة إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية في غزة والضفة الغربية. ودفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة لدعم الشرطة في عمليات التمشيط بحثًا عن أي شركاء محتملين وتعزيز الإجراءات الأمنية.
من جانبها، أشادت حركة حماس بالمنفذين ووصفتهم بالمقاومين، كما أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانًا داعمًا للهجوم، من دون أن تتبنى أي من الحركتين المسؤولية الرسمية عنه. في المقابل، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استهداف المدنيين، مشددًا على ضرورة حماية الأرواح كافة بغض النظر عن هويتها.
يُعتبر هذا الهجوم من أعنف الحوادث التي شهدتها القدس في السنوات الأخيرة، بعد هجمات سابقة وقعت في مواقف للحافلات خلال عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٤. ويعكس تصاعد العنف حالة عدم الاستقرار المتزايدة في المنطقة على خلفية استمرار الحرب في غزة، ما يثير قلقًا واسعًا بشأن سلامة المدنيين واحتمال وقوع موجات جديدة من التصعيد. الحكومة الإسرائيلية تعهّدت بملاحقة كل من يقف وراء التخطيط أو التمويل للهجوم، في خطوة تعكس حجم التوترات والتحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.