ناوالعربية

قوات “الملائكة القطبية” الأميركية تتدرّب على القتال في أقصى البرودة

كثّف جنود الفرقتين الأولى والثانية من الفرقة ١١ المحمولة جوًا، المعروفة باسم الملائكة القطبية (Arctic Angels)، تدريباتهم على القتال في البرد القارس والجبال منذ إعادة تفعيل الفرقة في يونيو ٢٠٢٢. يتمركز الجنود أساسًا في ألاسكا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون ناقص ٤٠ درجة مئوية، ما يجعل المعدات تتجمّد ويختبر حدود قدرة الإنسان على […]

قوات “الملائكة القطبية” الأميركية تتدرّب على القتال في أقصى البرودة
كثّف جنود الفرقتين الأولى والثانية من الفرقة ١١ المحمولة جوًا، المعروفة باسم الملائكة القطبية (Arctic Angels)، تدريباتهم على القتال في البرد القارس والجبال منذ إعادة تفعيل الفرقة في يونيو ٢٠٢٢. يتمركز الجنود أساسًا في ألاسكا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون ناقص ٤٠ درجة مئوية، ما يجعل المعدات تتجمّد ويختبر حدود قدرة الإنسان على التحمّل. ويؤكد القادة العسكريون أن الهدف لا يقتصر على البقاء في هذه الظروف، بل على إتقان القتال المستدام في البيئات القطبية التي تعجز فيها الجيوش التقليدية عن العمل بفعالية. تشمل التدريبات المنتشرة في جبال تشوغاك ومناطق أخرى من ألاسكا مهارات النجاة الفردية إلى جانب مناورات تكتيكية معقدة. يتدرّب الجنود على عبور الأنهار الجليدية وتسلق المنحدرات الجليدية الحادة، واستخدام الزلاجات وأحذية الثلج للتنقل، وبناء ملاجئ ميدانية وأنظمة إذابة الثلوج لتوفير المياه، إضافة إلى تطبيق أساليب وقاية دقيقة من إصابات البرد. كما تُنفذ تمارين بالذخيرة الحية أثناء العواصف الثلجية، ويتدرّب الجنود على صيانة الأسلحة والمعدات في ظروف الرياح القاسية، ويعتمدون أنظمة طبقات الملابس الحرارية لضمان الأداء المتّسق تحت الضغط البدني الشديد. يركّز البرنامج كذلك على الحركة والتموين في البيئات المتدهورة. فتجري تمارين إنزال جوي على أراضٍ متجمّدة، وبناء جسور جليدية مؤقتة، وتنفيذ عمليات إعادة تموين بواسطة مروحيات ومركبات مجنزرة مهيّأة للثلوج. كما تحاكي التدريبات انقطاع أنظمة التموضع والاتصالات في العواصف البيضاء، ما يجبر الوحدات على استخدام طرق ملاحة بديلة واتباع قيادة لامركزية. الهدف هو تشكيلات قتالية قادرة على العمل المستقل لأسابيع طويلة في بيئات يصعب الوصول إليها. ولتدعيم هذه القدرات، يستخدم الجيش الأميركي معدات وتقنيات خاصة بالمناخ القطبي، منها مركبات مجنزرة مقاومة للجليد، وطائرات درون تعمل في درجات حرارة دون الصفر للاستطلاع، وبزّات عازلة مدفّأة طُوّرت بالتعاون مع مراكز أبحاث متخصصة. تهدف هذه التقنيات إلى تقليل الأعطال الميكانيكية وخفض الضغط الفسيولوجي على الجنود وتوسيع نطاق العمليات في المناطق القطبية القاسية. وترى وزارة الدفاع الأميركية أن مشروع “الملائكة القطبية” جزء من إستراتيجية أوسع لإحياء فنون القتال في البرد القارس التي كانت أساسية في الحرب الباردة قبل أن تُهمَل لعقود. ومع ذوبان الجليد البحري وفتح طرق ملاحية جديدة وتزايد التنافس على الموارد، أصبحت المنطقة القطبية ميدانًا رئيسيًا للتنافس الإستراتيجي. وتشير واشنطن إلى الوجود العسكري الروسي المكثف في الشمال والاستثمارات الصينية المتزايدة في القطب كأسباب رئيسية وراء إعادة التركيز الأميركي على الدفاع في أقصى الشمال.