أعلنت شبكة "ABC" أنها ستوقف برنامج "Jimmy Kimmel Live" إلى أجل غير مسمى بعد أن أثار المونولوج الافتتاحي للمذيع، حول اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك، موجة واسعة من الغضب وانتقادات شديدة من لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (FCC). ففي حلقة يوم ١٥ سبتمبر، اتهم كيميل ما وصفه بـ"عصابة ماجا" بمحاولة تحريف دوافع مطلق النار، ملمحاً إلى أن شخصيات محافظة تستغل المأساة لتحقيق مكاسب سياسية. وقد اعتبر العديد من المحافظين، والهيئات الإعلامية الرقابية، وعدد من النواب الجمهوريين، أن تصريحاته كانت باردة المشاعر ودليلاً على انحياز ليبرالي، ما فجّر عاصفة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي ومطالبات بإجراءات تأديبية.
تدخّل رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار، في غضون ٤٨ ساعة فقط، واصفاً تصريحات كيميل بأنها "تجاوزت الحدود المقبولة"، وحضّ المذيعين على تقييم ما إذا كان البرنامج يفي بالتزامات الخدمة العامة. وكانت شركة "Nexstar Media Group"، المالكة لـ٣٢ محطة محلية تابعة لـABC، أول من أعلن سحب البرنامج من شاشاته، واصفة المونولوج بأنه "مهين وغير لائق في لحظة حساسة من النقاش السياسي الوطني". قرار ABC جاء لاحقاً لهذا الضغط الرقابي، كما عكس قلقاً متزايداً بشأن حساسية المعلنين إزاء الجدل السياسي.
وجاء في بيان ABC أن التعليق مؤقت ويهدف إلى "إتاحة الوقت للتفكير والمراجعة"، من دون تحديد ما إذا كان كيميل سيواجه عقوبات إضافية أو ما إذا كان البرنامج سيعود للبث. أما شركة ديزني، المالكة للشبكة، فلم تفصح عن تفاصيل إضافية بشأن دوافع القرار. هذا التوقف يترك فجوة في جدول برامج السهرة المتأخرة على ABC، ومن المرجح أن تُملأ بإعادات أو محتوى بديل ريثما تقيّم الشبكة الوضع.
وقد انقسمت ردود الفعل. فأنصار كيرك أشادوا بالخطوة باعتبارها شكلاً من أشكال المحاسبة المتأخرة، بينما حذر منتقدون من أن القرار قد يؤدي إلى تقييد حرية السخرية السياسية والتعبير الكوميدي. ويشير محللون إعلاميون إلى أن برامج السهرة تعتمد بشكل كبير على الإعلانات، وهو ما يجعلها عرضة للتأثر بالجدل السياسي بشكل مباشر. حتى الآن، لم يُصدر كيميل اعتذاراً رسمياً، واكتفى بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي شكر فيه جمهوره وانتقد ما سماه "الغضب الانتقائي".
هذه القضية تثير نقاشاً أوسع حول حدود الكوميديا السياسية، ومسؤولية وسائل الإعلام، وحدود حرية التعبير في بيئة سياسية أميركية تزداد استقطاباً يوماً بعد يوم. وتبقى الأسئلة مطروحة حول ما إذا كان هذا التعليق خطوة مؤقتة أم أنه سيفتح الباب أمام إعادة تعريف العلاقة بين السخرية الإعلامية والجدل السياسي في الولايات المتحدة.