اجتمع عشرات قادة العالم في الأمم المتحدة لتأييد قيام دولة فلسطينية، في تحول دبلوماسي كبير بعد ما يقرب من عامين من حرب غزة. أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف بفلسطين، وهو موقف تبنته أيضًا لوكسمبورغ ومالطا وبلجيكا وموناكو وأكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا أيضًا اعترافها، بينما قاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل الجلسة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي مُنع من الحصول على تأشيرة دخول أميركية، تحدث عبر رابط فيديو مطالبًا بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، متعهدًا بإجراء انتخابات في غضون عام من التوصل إلى وقف إطلاق النار.
الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو رفضت أي حديث عن دولة فلسطينية، مؤكدة أن الحرب ضد حركة حماس يجب أن تستمر حتى يتم القضاء على الجماعة المسلحة. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن الرد سيُحدد بعد عودة نتنياهو. من جانبها، حذرت الولايات المتحدة من أن الاعترافات الأحادية ستخلق "مزيدًا من المشاكل"، مجددة التأكيد على أن قيام الدولة يجب أن يكون نتيجة مفاوضات مباشرة.
الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت "إعلان نيويورك" الذي أيدته ١٤٢ دولة، داعية إلى خطوات ملموسة ومحددة زمنياً نحو قيام دولة فلسطينية، كما أدان الإعلان هجمات حماس في أكتوبر ٢٠٢٣ وكذلك الخسائر المدنية الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي على غزة. واقترح القرار منح السلطة الفلسطينية صلاحيات أوسع وتشكيل بعثة استقرار في غزة بدعم من الأمم المتحدة.
الآراء الأوروبية ما زالت منقسمة. فقد أكدت ألمانيا وإيطاليا، أكبر اقتصادين في القارة، أنهما لن تعترفا بفلسطين في الوقت القريب، مشيرتين إلى أن الاعتراف يجب أن يأتي في إطار عملية سياسية وأن أي خطوة منفردة قد تكون "عكسية". وحذرت ألمانيا من ضم أراضٍ محتلة إضافية، بينما ردّدت إيطاليا الموقف ذاته. وألمحت إسرائيل إلى احتمال ضم أجزاء من الضفة الغربية وقد تتخذ إجراءات ثنائية ضد فرنسا، رغم أن مثل هذه الخطوات قد تنفر حلفاء مثل الإمارات التي حذرت من أن الضم سيقوض اتفاقات أبراهام.
ورغم أن الاعترافات رمزية إلى حد كبير ولا تمنح فلسطين حق التصويت في الأمم المتحدة، فإنها تمثل واحدة من أهم الخطوات الدولية نحو قيام دولة فلسطينية في السنوات الأخيرة. ويرى محللون أن هذا التحول يعكس تزايد نفاد الصبر من عملية السلام المتوقفة ويزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل وحلفائها، في وقت ما زالت الانقسامات العميقة والأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة تهيمن على الصراع.