تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق عبر شرق ووسط المكسيك، أسفرت عن مقتل ٢٧ شخصًا وتشريد مئات السكان، وفق ما أعلنت السلطات. فقد فاضت الأنهار بشكل مفاجئ، حيث ارتفع نهر كاثونِس في ولاية فيراكروز بنحو ١٫٥ متر خلال دقائق، مما أدى إلى غمر نحو ثلث مدينة بوزا ريكا، وجرف عشرات السيارات وتكويمها فوق بعضها، فيما لجأ مئات الأشخاص إلى مراكز إيواء مؤقتة. وبعد انحسار المياه، غطت طبقات كثيفة من الطين والحطام الشوارع. كما فاض نهر تيكولوتلا، مسببًا فيضانات في بلدة غوتييريز زامورا، بينما رفعت السلطات تحذيرات من تدهور الأوضاع مع استمرار هطول الأمطار في المناطق الجبلية.
وكانت ولاية هيدالغو من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث أبلغ المسؤولون عن ١٦ حالة وفاة وأكثر من ١٬٠٠٠ منزل متضرر ومئات المدارس المتأثرة. كما شهدت ولاية بويبلا عدة وفيات وعشرات المفقودين، بينما أبلغت ولايات أخرى مثل سان لويس بوتوسي وكيريتارو وفيراكروز عن ضحايا وأضرار جسيمة بالبنى التحتية. وانقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف من السكان في المناطق المتضررة، فيما أدت الانهيارات الأرضية وانهيار الطرق إلى عزل بعض المجتمعات الجبلية.
ونشرت الحكومة الفدرالية أكثر من ٥٬٤٠٠ عنصر عسكري، إضافة إلى فرق إنقاذ ومعدات وإمدادات إغاثة للمناطق المنكوبة. وفتحت فرق الطوارئ ملاجئ للنازحين، ونفذت عمليات إجلاء وإنقاذ، وسعت لإعادة فتح الطرق واستعادة التيار الكهربائي. وأظهرت مقاطع مصوّرة رسمية عناصر من البحرية والدفاع المدني وهم يخوضون المياه العميقة بحثًا عن سكان عالقين في منازلهم.
وربط المسؤولون الكارثة الجوية بمنخفض استوائي واضطراب مداري تسبب في هطول كثيف للأمطار في فيراكروز وبويبلا، بينما جلبت العاصفة المدارية ريموند أنواءً إضافية إلى الولايات الجنوبية والغربية، ما فاقم حالة الطوارئ. وأكد الرئيس أن الحكومة تعمل على تنسيق الدعم للسكان المتضررين مع أولوية لإعادة الخدمات الأساسية.
وحذرت السلطات من أن استمرار الأمطار قد يؤدي إلى مزيد من فيضان الأنهار وعدم استقرار المنحدرات، لتبقى التحذيرات مفعّلة في المناطق القريبة من المجاري المائية والتضاريس الوعرة. وتواصل الفرق الميدانية تقييم الأضرار والبحث عن المفقودين فيما تتوسع جهود الإغاثة لتقدير حجم الخسائر في المساكن والبنية التحتية.