ناوالعربية

فنزويلا تصادق على معاهدة التحالف مع روسيا

صوّتت الجمعية الوطنية في فنزويلا بالإجماع على إقرار معاهدة الشراكة والتعاون الاستراتيجي مع روسيا، وهو اتفاق تصفه الحكومة بأنه “أخوة” تربط البلدين في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا والتعدين والتعاون الاقتصادي الأوسع. وقدّم مشروع القانون النائب روي دازا، واعتُبر خطوة في مواجهة الضغوط الأميركية المتصاعدة، بعد أن استهدفت واشنطن مؤخرًا ثلاث قوارب يُزعم أنها مرتبطة بتهريب […]

فنزويلا تصادق على معاهدة التحالف مع روسيا
صوّتت الجمعية الوطنية في فنزويلا بالإجماع على إقرار معاهدة الشراكة والتعاون الاستراتيجي مع روسيا، وهو اتفاق تصفه الحكومة بأنه "أخوة" تربط البلدين في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا والتعدين والتعاون الاقتصادي الأوسع. وقدّم مشروع القانون النائب روي دازا، واعتُبر خطوة في مواجهة الضغوط الأميركية المتصاعدة، بعد أن استهدفت واشنطن مؤخرًا ثلاث قوارب يُزعم أنها مرتبطة بتهريب المخدرات، فيما حذّر الرئيس دونالد ترامب من أن إدارته تدرس شنّ هجوم بري على كارتلات المخدرات التي تعمل من فنزويلا. المعاهدة، التي وقّعها الرئيسان فلاديمير بوتين ونيكولاس مادورو في وقت سابق من العام، باتت الآن تحظى بغطاء قانوني داخلي، ما يتيح لكاراكاس إضفاء الطابع الرسمي على صفقات شراء الأسلحة، والمشاريع المشتركة في النفط والغاز، ونقل التكنولوجيا، والتدريبات العسكرية المشتركة. وأشاد النواب الموالون لمادورو بالتصويت باعتباره دليلًا على سيادة فنزويلا ورفضًا للعقوبات الأميركية، واصفين الاتفاق بأنه مبادرة لـ "السلام والتعددية القطبية" تضع البلاد في إطار نظام دولي جديد. لا يزال التنفيذ يتطلب المصادقة الرئاسية من مادورو. وبمجرد دخوله حيز التنفيذ، من المتوقع أن يوسّع الاتفاق أنشطة مشتركة بدأت بالفعل، مثل المناورات البحرية في الكاريبي، ومناقشات حول تعاون محتمل في مجال الطاقة النووية، وعقود جديدة للشركات الروسية لتطوير حقول النفط الفنزويلية. أما بالنسبة لروسيا، فيؤمن الاتفاق حليفًا استراتيجيًا في أميركا اللاتينية، ويعزز نفوذ موسكو في نصف الكرة الغربي في وقت تواجه فيه عزلة متزايدة بسبب حربها في أوكرانيا. ويشير محللون إلى أن استخدام لغة "الأخوة" يعكس اصطفافًا سياسيًا طويل الأمد أكثر من كونه ترتيبًا تجاريًا بحتًا، إذ يمنح كاراكاس درعًا دبلوماسيًا وسبل دعم اقتصادي محتملة، في الوقت الذي يعمّق فيه نفوذ روسيا في منطقة لطالما هيمنت عليها الولايات المتحدة. أما المنتقدون في الخارج، فيرون أن الشراكة تكرّس الأنظمة السلطوية وتزيد من ابتعاد فنزويلا عن المؤسسات الديمقراطية والغربية، ما قد يستجلب عقوبات إضافية. ويعكس التصويت تصاعد الإحباط الداخلي في فنزويلا، حيث أدت الأزمة الاقتصادية الحادة والقمع السياسي إلى دفع الحكومة للبحث عن دعم خارجي. ويُضاف إقرار المعاهدة إلى موجة تعاون حديثة شملت تدريبات عسكرية مشتركة، ومحادثات حول الطاقة النووية، وصفقات موسّعة لإنتاج النفط، ما يبرز تحولًا في ميزان القوى الجيوسياسي في نصف الكرة الغربي ويؤسس لتحالف كاراكاس–موسكو أكثر ترسخًا وسط تصاعد العداء الأميركي.