ناوالعربية

فنزويلا تدرب المدنيين على القتال للدفاع الوطني

بدأ مدنيون فنزويليون في تلقي تدريبات على استخدام الأسلحة النارية ضمن استراتيجية الرئيس نيكولاس مادورو للدفاع عن البلاد، وذلك في ظل تزايد الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي الجنوبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات. وتُجرى التدريبات على يد الحرس الرئاسي في ٣١٢ ثكنة موزعة على أنحاء البلاد، في إطار مبادرة أوسع تُعرف باسم “عملية الاستقلال ٢٠٠”، […]

فنزويلا تدرب المدنيين على القتال للدفاع الوطني
بدأ مدنيون فنزويليون في تلقي تدريبات على استخدام الأسلحة النارية ضمن استراتيجية الرئيس نيكولاس مادورو للدفاع عن البلاد، وذلك في ظل تزايد الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي الجنوبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات. وتُجرى التدريبات على يد الحرس الرئاسي في ٣١٢ ثكنة موزعة على أنحاء البلاد، في إطار مبادرة أوسع تُعرف باسم "عملية الاستقلال ٢٠٠"، والتي تهدف إلى تعبئة قوات الميليشيا الوطنية البوليفارية. وتزامنت هذه الخطوة مع تقارير عن قيام مدمرة أميركية باعتراض سفينة صيد تونة فنزويلية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد، وهو ما زاد من حدة التوتر بين كراكاس وواشنطن. وتعتبر الحكومة الفنزويلية أن هذه التدريبات ضرورية للحفاظ على السيادة الوطنية، حيث يتلقى المدنيون تعليمات في التعامل مع الأسلحة، والتصويب، والمناورات التكتيكية. وقد عبّر بعض المشاركين عن رغبتهم في تعلم تقنيات قتالية متقدمة تحاكي تدريبات الجيوش النظامية. وفي مواجهة التمركز العسكري الأميركي قبالة السواحل الفنزويلية، والذي يشمل ثلاث مدمرات تابعة للبحرية الأميركية ونحو ٤,٠٠٠ عنصر، تعهد مادورو بتفعيل أكثر من ٤,٥ مليون من عناصر الميليشيا لتأمين تغطية وطنية شاملة. وأكد الرئيس أن المدنيين يجب أن يكونوا مسلحين ومستعدين لمواجهة ما وصفه بـ"العدوان الإمبريالي". وتصر الحكومة على أن هذه التدريبات طوعية ورمزية إلى حد كبير، لكنها في الوقت نفسه تثير جدلاً واسعاً. إذ يرى منتقدون أنها تُلغي الحدود الفاصلة بين المدنيين والمقاتلين المسلحين، مما قد يزيد من مخاطر التصعيد أو سوء استخدام السلاح. وتشير التقارير إلى أن الأسلحة المستخدمة في التدريب تقتصر على أسلحة خفيفة أساسية، مع التركيز على تكتيكات دفاعية أكثر من الهجومية. ويتابع المراقبون الدوليون الوضع عن كثب، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تعلن عن نوايا عدائية مباشرة تجاه فنزويلا، لكن تزامن الانتشار البحري الأميركي مع التوتر الدبلوماسي والتعبئة العسكرية الداخلية في فنزويلا يثير مخاوف من حدوث حسابات خاطئة قد تؤدي إلى مواجهة غير مقصودة. ويشير محللون إلى أن حكومة مادورو قد تستخدم هذه التدريبات كرسالة ردع في وجه واشنطن، وفي الوقت نفسه كعرض للقوة داخلياً لإظهار قدرتها على تعبئة الجماهير والتأكيد على أن مشروع الثورة البوليفارية ما زال قائماً. كما يرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة تحمل أبعاداً سياسية بقدر ما هي عسكرية، حيث يسعى مادورو لترسيخ فكرة "الوحدة الوطنية في مواجهة التهديد الخارجي"، مستفيداً من الرمزية التاريخية للمقاومة في فنزويلا. وبينما يرفع هذا النهج منسوب الحماس الشعبي بين أنصاره، فإنه يثير أيضاً قلق خصومه في الداخل والخارج من أن عسكرة المجتمع قد تُفضي إلى فقدان الاستقرار وزيادة عزلة البلاد على الساحة الدولية.