أطلقت السلطات الفنزويلية مناورات عسكرية ضخمة استمرت ثلاثة أيام في جزيرة لا أورشيلا الكاريبية، تحت اسم "الكاريبي السيادي ٢٠٠". شارك آلاف الجنود مدعومين بسفن حربية وطائرات مقاتلة وزوارق ميليشيا ومدفعية في تدريبات بالذخيرة الحية شملت إطلاقات ليلية لصواريخ "إيغلا-إس" المضادة للطائرات، وقصفاً مدفعياً كثيفاً، وتحليق مقاتلات "سوخوي-٣٠"، وطلعات مروحيات، وإنزال دبابات برمائية على الشاطئ. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وزارة الاتصالات مشاهد منسقة للقوة النارية، مؤكدة على جاهزية البلاد الدفاعية.
تقدم المناورات كرد مباشر على ما تصفه كاراكاس بتصاعد النشاط العسكري الأميركي في المنطقة. وأشار مسؤولون فنزويليون إلى أن الولايات المتحدة دمرت في الآونة الأخيرة ما لا يقل عن زورقين فنزويليين اتهمتهما بتهريب المخدرات، ما أدى إلى مقتل ١٤ شخصاً، واعتبروها استفزازات تهدد السيادة الوطنية. كما انتقدت الحكومة الفنزويلية نشر قوات أميركية لمقاتلات شبح ومدمرات في الكاريبي ضمن مهام مكافحة المخدرات، معتبرة ذلك عدواناً.
الرئيس نيكولاس مادورو ألقى خطاباً متلفزاً دعا فيه المواطنين إلى دعم المناورات، واصفاً إياها بأنها جهد وطني لحماية فنزويلا "مهما كان الثمن"، ومتهماً واشنطن باستخدام ذريعة مكافحة المخدرات لتبرير التدخل. وشارك في التدريبات الجيش البوليفاري ووحدات الميليشيا المدنية، مع تقارير عن تدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة والمدفعية في مناطق متعددة. وبينما لم يُؤكَّد الحجم الكامل للعمليات بالذخيرة الحية، أفاد شهود بوجود نشاط مدفعي وإطلاق نار مكثف.
تأتي هذه المناورات وسط توتر دبلوماسي متصاعد، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة هذا العام على فنزويلا، وازدادت العلاقات سوءاً بعد حادثة الزوارق. وترى جماعات المعارضة أن هذا الاستعراض العسكري يهدف إلى صرف الأنظار عن الأزمة الاقتصادية العميقة ونقص المواد الأساسية، معتبرة أنه وسيلة لتعزيز السيطرة السياسية عبر تعبئة المشاعر الوطنية.
وحذّر مراقبون إقليميون من أن أي حسابات خاطئة قد تؤدي إلى تصعيد، داعين كاراكاس وواشنطن إلى التهدئة. كما طالبت دول مجاورة بضبط النفس والحوار لتجنب المواجهة. وفي الوقت الراهن، تؤكد القيادة الفنزويلية أن المناورات ستتواصل في مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام المقبلة، باعتبارها رسالة قوة وتحذيراً ضد أي محاولات خارجية للنيل من سيادة الدولة.