مئات الفعاليات الخاصة بالتنظيف تُقام حول العالم في إطار يوم التنظيف العالمي، وهي مبادرة معترف بها من الأمم المتحدة تُركّز هذا العام على نفايات المنسوجات وصناعة الأزياء، التي تُعد مصدراً مهمشاً إلى حد كبير للتلوث الحضري وعدم المساواة الاجتماعية والضغط المناخي، بحسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat).
في لاغوس بنيجيريا، قامت مبادرة Greenfingers لحماية الحياة البرية بإطلاق سراح سلحفاتي بحر تمت إعادة تأهيلهما بعد إنقاذهما من شباك الصيادين. الأولى ذكر يبلغ وزنه ٣٢ كغ، والثانية أنثى تزن ٢٤ كغ، وقد تعرّضا للاحتجاز العرضي كضحايا للصيد الجانبي، قبل أن يقضيا فترة في ملجأ لإعادة التأهيل ليُطلق سراحهما مجدداً في المحيط. المؤسس تشينيدو موغبو أشار إلى أن هذه الخطوة تتزامن مع تزايد الوعي العام بمشاكل التلوث وأهمية حماية الحياة البرية. وخلال السنوات الخمس الماضية، أنقذت المبادرة وأطلقت أكثر من ٧٠ سلحفاة، بالتعاون مع مجتمعات الصيادين المحليين لتقليل الأضرار.
ويعتبر دعاة الحفاظ على البيئة أن إطلاق السلحفاتين رمزياً لجهود أوسع تهدف إلى حماية الأنواع المهددة في نيجيريا. إذ تستضيف سواحل البلاد ما لا يقل عن خمس فصائل من السلاحف البحرية، بينها الريدلي الزيتونية ومنقار الصقر والجلدية الظهر، غير أن فقدان المواطن الطبيعية وتراكم النفايات البلاستيكية والصيد الجائر ما يزال يهدد بقاءها. وتعتمد مبادرة Greenfingers على نموذج تشاركي مع الصيادين، حيث تقدم لهم أدوات لإصلاح الشباك مقابل تسليم السلاحف العالقة أو حماية الأعشاش، في محاولة لتقليل حالات الصيد العرضي مع دعم مصادر رزق المجتمعات الساحلية.
ورغم الأمل الذي بعثه إطلاق السلحفاتين، يؤكد الخبراء أن الحماية المستدامة تتطلب تدخلاً حكومياً أقوى، مثل إنشاء مناطق بحرية محمية، وتشديد تطبيق القوانين البيئية القائمة، وزيادة تمويل برامج الحفظ. إن التقاء الجهود العالمية لفعاليات التنظيف مع المبادرات المحلية لحماية الحياة البحرية يُبرز تنامياً في الحراك الدولي لمواجهة النفايات المرئية والمُهملة، مثل نفايات الأقمشة، في سبيل حماية النظم البيئية والمجتمعات معاً.