ناوالعربية

فريق لاجئات أفغانيات يبدأ مشواره الدولي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن خطوة غير مسبوقة في تاريخ اللعبة النسائية، حيث كشف أن فريق كرة القدم النسائي الأفغاني المكوّن من لاجئات سيخوض أولى مبارياته الدولية في بطولة ودية بأربعة منتخبات تُقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة أواخر شهر أكتوبر. البطولة، التي أُطلق عليها اسم “سلسلة الفيفا توحّد النساء”، ستشهد مشاركة المنتخب […]

فريق لاجئات أفغانيات يبدأ مشواره الدولي
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن خطوة غير مسبوقة في تاريخ اللعبة النسائية، حيث كشف أن فريق كرة القدم النسائي الأفغاني المكوّن من لاجئات سيخوض أولى مبارياته الدولية في بطولة ودية بأربعة منتخبات تُقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة أواخر شهر أكتوبر. البطولة، التي أُطلق عليها اسم “سلسلة الفيفا توحّد النساء”، ستشهد مشاركة المنتخب الأفغاني الجديد إلى جانب منتخبات الإمارات وتشاد وليبيا، وتستمر من ٢٣ حتى ٢٩ أكتوبر. وتُعد هذه المشاركة بمثابة برنامج تجريبي يمنح الفيفا عامًا كاملًا لتقييم مدى نجاح الفكرة وقدرتها على التطور إلى بطولة دولية مستمرة. نشأة الفريق ترتبط مباشرة بالتغيرات السياسية التي شهدتها أفغانستان عام ٢٠٢١، حين فرضت حركة طالبان حظرًا شاملًا على جميع الأنشطة الرياضية الخاصة بالنساء، وهو ما دفع الكثير من اللاعبات إلى مغادرة البلاد بحثًا عن الحرية وفرص لمواصلة مسيرتهن. قبل سيطرة طالبان، كان لدى أفغانستان ٢٥ لاعبة تحت عقود رسمية، غير أن معظمهن اضطررن للجوء إلى أستراليا أو دول أخرى. ولتشكيل الفريق الجديد، نظم الفيفا معسكرات لاكتشاف المواهب في عدة دول، نتج عنها اختيار قائمة من ٢٣ لاعبة تجمع بين الخبرة السابقة والرغبة في تمثيل وطنهن رغم ظروف النزوح. الفريق لا يحظى باعتراف رسمي من اتحاد كرة القدم الأفغاني الذي يخضع حاليًا لسيطرة طالبان، لكنه سيشارك بصفة استثنائية تحت إشراف مباشر من الفيفا. رئيس الفيفا جياني إنفانتينو أكد أن هذه المبادرة تمثل “رمزًا للأمل والتقدم للنساء حول العالم”، مشددًا على أن منح الفتيات والنساء فرص ممارسة الرياضة أمر يتجاوز مجرد التنافس داخل الملاعب، ليصبح وسيلة للتعبير عن الحرية والهوية والكرامة. وأضاف أن البطولة تهدف لإظهار أن كرة القدم قادرة على تجاوز الحدود السياسية والصراعات، وأنها لغة عالمية يمكن أن تمنح اللاجئات منصة للتعبير عن مواهبهن. المبادرة تسلط الضوء على حجم التحديات التي تواجهها اللاعبات الأفغانيات اللواتي حُرمن من ممارسة الرياضة في وطنهن، فبعد أن كنّ يمثلن رمزًا لتقدم نسبي في حقوق المرأة، وجدن أنفسهن في منفى قسري يسعين من خلاله لإبقاء حلمهن حيًا. المحللون يرون أن إقامة البطولة ليست مجرد حدث رياضي، بل أيضًا رسالة سياسية ودبلوماسية موجهة للمجتمع الدولي مفادها أن تهميش المرأة لن يُقبل وأن الرياضة يمكن أن تكون أداة للدفاع عن حقوقها. كما أن البطولة ستُوفر مساحة للقاء الثقافات المختلفة وتعزيز الحوار بين الشعوب. مشاركة منتخبات عربية وإفريقية إلى جانب الفريق الأفغاني اللاجئ تضيف بعدًا إنسانيًا يعكس دعم المجتمع الدولي لقضايا المرأة واللاجئين. الفيفا يأمل أن يفتح هذا البرنامج الباب أمام بطولات نسائية مشابهة للاجئات من مناطق أخرى تعاني النزاعات، مما يحول كرة القدم إلى وسيلة لدمج المهمشين وإعطائهم صوتًا على الساحة العالمية. من المتوقع أن تستقطب البطولة تغطية إعلامية واسعة، حيث يترقب العالم كيف سيؤدي الفريق الأفغاني الذي يخوض أول اختبار رسمي له بعد سنوات من الغياب القسري عن الملاعب.